أشار مستشار رئيس الجمهورية للشؤون الصحيّة الدكتور وليد خوري، في حديث لـ"النشرة"، إلى أنّ "نسبة كبيرة من الإصابات بفيروس كورونا تُسجّل نتيجة التجمّعات في المنازل والعادات الإجتماعية، وقد واجهنا صعوبات كبيرة في ضبط الأفراح والأتراح في المرحلة السابقة"، مُبديًا تخوّفه من تفلّت الأمور في فترة ما بعد الأعياد نتيجة الاختلاط المجتمعي الواسع.
ولفت خوري إلى أنّه "رغم كل الإجراءات التي تم اتّخاذها في المؤسّسات العامة ودور العبادة والمتاجر لا يمكن ضبط الناس في منازلهم مثلًا، ومنذ أوائل شهر تموز الماضي تراجعت نسب الالتزام لدى الناس ومع تسجيل ما يفوق 2000 إصابة يومية لم يرتدع البعض"، مشيرًا إلى أن "تجهيز أسرّة إضافية مخصّصة لمرضى كورونا في المستشفيات لن يكون كافيًا في حال ارتفعت نسبة الإصابات بعد فترة الأعياد"، مشيرًا إلى "أنّنا أطلقنا ابتداءً من يوم أمس حملة اعلامية تتضمّن أغنية مصوّرة تبثّ عبر كافة وسائل الإعلام لرفع منسوب الوعي لدى الناس، خصوصًا أن إجراءات الوقاية باتت معروفة لدى الجميع".
وردًا على سؤال حول السُلالة الجديدة من الفيروس، أوضح خوري أن "الفيروس يتغيّر، والسُلالة التي تم اكتشافها في لندن هي الأبرز كونها سريعة العدوى بما يفوق الفيروس الأساسي وقد حصل تفشٍّ كبير نتيجة ذلك، ولكن هذا لا يعني أنها أكثر فتكًا وهذا مطمئن حتى الآن، فبحسب الدراسات لم يطرأ تبدّل جوهري على غلاف الفيروس وبهذه الحالة يكون اللقاح فعّالًا حتى على السُلالة الجديدة".
وعن الإجراءات التي اتّخذها لبنان لمنع وصول السُلالة الجديدة، لفت خوري إلى أنه "مراعاةً للبنانيين الذين يأتون في فترة الأعياد اتّخذت لجنة كورونا قرارًا بعدم الإقفال، على أن يُصار إلى فحص القادمين من بريطانيا في المطار مرّة جديدة، كما سنتشدد في مراقبتهم بالتعاون مع القوى الأمنيّة والبلديّات خلال الحجر المنزلي".
وحول كيفية التمييز بين أنواع الفيروس، كشف خوري أنه "حتى الآن لبنان خال من السُلالة الجديدة، ونتعاون كلجنة وطنية للمتابعة مع مختبرات عالمية في الخارج بناءً على توصيات منظمة الصحة العالمية".
وأعلن خوري أن "لبنان سيحصل على 250 ألف جرعة كأول دفعة من لقاح "بفايزر" في الربع الأول من العام المقبل، على أن نحصل تِباعًا على 350 ألف في الربع الثاني و500 ألف في الربع الثالث و400 ألف في الربع الأخير من العام، وبالتالي فإن مليون ونصف لقاح كافية لتلقيح 750 ألف لبناني على جرعتين، كما سنحصل على 2 مليون لقاح من شركة أخرى، مع العلم أن عددًا من المتعافين يصبح لديهم مناعة ذاتية لمدة 6 أشهر ويتم التأكد من ذلك عبر فحص المناعة".
وأكّد خوري أنه "على المستوى اللوجستي لبنان جاهز لإستقبال اللقاحات فهناك حوالي 12 براد للتخزين على درجة حرارة 70 تحت الصفر، كما جرى تشكيل لجنة من قِبل وزارة الصحة لدراسة كافة المواضيع المتعلقة باللقاح، على أن يُصار إلى تلقيح الكادر الطبي وكبار السن ومَن يعانون من أمراض سرطانية ومزمنة في المرحلة الأولى"، موضحًا أن "اتفاقا حصل مع جهّات خارجية لتأمين لقاحات للنازحين واللاجئين في لبنان".