اكد المكتب السياسي لحركة امل "ضرورة العمل من أجل ايقاف نزيف الهجرة لأبناء هذه المنطقة وفي القلب منها لبنان، وذلك عبر تدعيم الاستقرار السياسي، وقيام دولة المؤسسات العادلة والضامنة لجميع ابنائها مستحضرة كل المدونة الفكرية والحياتية التي اطلقها مؤسس الحركة الامام القائد السيد موسى الصدر، وعاشها ومارسها عملانياً في موضوعة العيش الاسلامي المسيحي باعتباره امانة وثروة يجب التمسك بها كونها رداً على المشروع الصهيوني العنصري والالغائي الهادف الى طمس هوية بلادنا وإفراغها من اهلها مسكوناً بالاحلام التلمودية وبالعداء للأنبياء والاديان".
ولفت المكتب السياسي بعد إجتماعه الدوري برئاسة رئيسه جميل حايك وحضور الاعضاء، الى إن "الرد على هذا المشروع الجهنمي يكون بوحدتنا الوطنية والتمسك بالثوابت القومية، وحق الشعب الفلسطيني بوطنه وارضه ودولته في ظل "التدافع المريب للتخلي عن القضايا المركزيه"، ونهوض العالم العربي، وبناء الدولة الحديثة والمؤسسات الفاعلة، والخروج من حالة الفراغ في اكثر من بلد من بلدانه ومنها لبنان الذي يعاني اليوم مأزق العجز عن انجاز استحقاق دستوري بديهي وهو تشكيل حكومة مهمة تنهض به وتنتشله من حالة الانهيار والفقر والشلل الغارق بها، مع تحذير الحركة من خطورة الركون إلى التعطيل والفراغ في المؤسسات، ويجب أن تكون العبرة للجميع في اداء وفعل المؤسسة التشريعية البرلمان الذي يسهر رئيسها دولة الرئيس نبيه بري على الاستمرار في الدفع نحو الانجازات التشريعية، وليس منتهاها ما أُنجز في الجلسه الاخيرة من رزمة القوانين التي تصب في مصلحة المواطنين وفي مسيرة الاصلاح المالي والاداري على ان تُستتبع بجلساتٍ لاحقة، وهو ما يقوم به المجلس النيابي الذي يحاكي بعمله التشريعي هموم الناس وآمالهم وتطلعاتهم، مؤكداً على أن الاستقرار التشريعي هو الضامن للإستقرار السياسي في البلد".
اضاف البيان "في يوم ميلاده فرح المضطهدين من أجل البر المطوبين على ملكوت السماوات، وعزاء المساكين بالروح والودعاء ورثة الارض وانتظارات انقياء القلوب الذين يهللون في هذه الليلة المباركة من ليالي التاريخ حيث كانت البشرية على موعد مع حدثٍ استثنائي إذ جاءها من انتظرته منقذاً وهادياً للحق وداعياً للمحبة والرحمة، ورداً على ظلم العشّار والفرّيسيين وتجار الهيكل وسلطات الجور والاستعباد، وكل من عاث في الارض فساداً واعمل قتلاً بالانبياء والصلحاء، فكان الناصري خصمهم في كل ساح وكل زمان. فالمسيح وأمه المقدسة مريم (عليهما السلام)، آيتان الهيتان معبرتان عن عظيم التحنان الالهي والمحبة والرحمة الربانية لبني البشر، لقوله ( لا يجتمع حب الله مع كره الانسان)".
ولفت المكتب السياسي الى انه "في يوم ميلاده المبارك، نرى في حركة امل ان السيد المسيح، هو صوت الحق والعدالة في زمن يرتفع فيه منسوب الظلم والفقر والضياع كأن البشرية في تيه ما بعده تيه، وهو من شحذ همم السالكين في خط الانبياء الذين لم يفرّق الله تعالى بينهم باعتبارهم سلسلة يكمل بعضها بعضا في سبيل حق الانسان وحريته ورفع المظلومية عنه. ونرى اليوم في وطن المسيح فلسطين هجمة صهيونية مدفوعة بالحقد عليه وعلى امه البتول تعمل على إفراغ الارض التي شهدت ولادته ودعوته من أي حضورٍ مسيحي، فالمعالم الاساس للمسيحية في بيت لحم والقدس والناصرة وطبريا تكاد تفرغ من المسيحيين، وفي ذات السياق يأتي الاعتداء من قبل المتطرفين الصهاينة على كنيسة الجثمانية، وكذلك في المشرق العربي ونتيجة للإرهاب التكفيري ونزيف الهجرة، وفي لحظة تقدم نظام المصالح المادية للغرب والدول الكبرى على حساب التنوع والغنى الحضاري في بلادنا والذي يشكل المسيحيون احد اهم عناوينه، نتخوف من الامعان في ضرب المكونات الحضارية والثقافية والدينية في المنطقة".