أشار المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي هيداي زيلبرمان، إلى أن "بلاده تراقب تحركات إيران في المنطقة"، متوقعًا أن "تهاجم طهران إسرائيل من العراق أو من اليمن، ولدينا معلومات أنها تطور هناك طائرات مسيرة وصواريخ ذكية تستطيع الوصول إلى إسرائيل".
ولفت زيلبرمان، خلال حديث صحفي، إلى أن "قائد الأركان الإسرائيلي أفيف كوخابي، عندما حذر إيران من الاقدام على أي هجوم، قصد العراق واليمن. وعندما تحدث عن دائرة الدول الثانية كان قصد الدائرة الأولى لبنان وسوريا"، موضحاً أن "إيران كانت قد هاجمت منشآت أرامكو السعودية في أيبلول 2019 من اليمن والعراق وإيران، مستخدمة عشرات الطائرات المسيرة والصواريخ الموجهة عن بعد بدون أن يكشفها أحد، وهذا يدل على قدرة إيرانية كبيرة في هذا المجال".
كما اكد أن "الامر قد يُعاد فعله انطلاقًا من تلك المواقع ضد إسرائيل، لذلك عين إسرائيل على العراق واليمن مؤخرًا". وشدد على أن "ذكرى السنة الاولى لاغتيال قائد فيلق القدس قاسم سليماني على يد الأميركيين مناسبة مهمة، وقد تعمد إيران إلى القيام بعمل عسكري انتقامي ضد إسرائيل أو الولايات المتحدة، علمًا أنها ترى إسرائيل والولايات المتحدة بذات العين ولا تفرق بينهما".
وأفاد زيلبرمان بأن "الجيش الإسرائيلي يعمل بحرية تامة في كل مكان في الشرق الاوسط"، موضحاً أن هناك "عمليات نوعية غير معلنة ولا يعرف عنها سوى القلائل في الجيش تتم بالسر في مناطق عدة في الشرق الاوسط". وأكد أن "إسرائيل لن تتوقف عن ضرب إيران في سوريا ومنعها من التموضع من جهة ومن تمرير الأسلحة والتقنيات المتطورة لـ "حزب الله" في لبنان من الجهة الاخرى"، لافتاً إلى أن "حزب الله" بدأ يمتلك أو يحاول امتلاك قدرات تكنولوجية للتشويش على القدرات الإسرائيلية تكنولوجياً، وإسرائيل تعمل لإيجاد الرد والحل لذلك، كما أن "حزب الله" يمتلك مضادات ارضية الا انها لا تشوش عمل الطائرات الإسرائيلية في الاجواء اللبنانية".
وحول ما إذا كانت إسرائيل لا تقصف أسلحة في لبنان تراها اجتيازا للخط الاحمر بسبب تهديدات الأمين العام لـ "حزب الله" السيد حسن نصرالله، شدد زيلبرمان على أن "إسرائيل لا تعلن عن كل ما تقوم به وهي تعرف ما يحضر الجانب الاخر، وإسرائيل تعرف كيف تحيد أي سلاح أو تقنيات لـ "حزب الله" بالطرق العسكرية وبغيرها". واشار إلى "الكشف الإسرائيلي عن مصانع وورشات لتصنيع الصواريخ الدقيقة وتركيبها وانه يأتي في هذا الاطار".
وفي سياق متصل، اعترف الناطق باسم الجيش الإسرائيلي بأن "هجمات الكترونية على مواقع إسرائيلية نجحت بعض الشيء"، لافتاً إلى أنها "هجمات إيرانية على مواقع مدنية متصلة بالجيش، إلا أن الضرر كان طفيفا جدا على الجيش الإسرائيلي وعلى المنشآت الإسرائيلية". وأشار إلى "احتمال مضاعفة الجهود الإيرانية في هذا المجال"، متوقعاً أن يكون العام 2021، "عام الهجمات الالكترونية على إسرائيل لأن الحروب التقليدية والمعارك بدأت تنتقل من العتاد والاسلحة والدبابات وساحات القتال إلى شاشات الحاسوب وتشويش عمل الدول أو شل الدول بواسطة الحرب السيبرانية".
وأوضج زيلبرمان أن "كل شيء يمكن أن يتبدل بلحظة، وأن تشتعل الحرب في المنطقة بشكل مفاجئ، وأي حسابات معروفة لنا اليوم يمكن أن تتغير لسبب مجهول"، لافتاً إلى أنه "يمكن انتفاضة فلسطينية أن تقلب الامور رأسا على عقب، وان تغير المعادلات والتفاهمات في المنطقة، وأي حرب مستقبلية ستكبد إسرائيل خسائر فادحة وكبيرة في الارواح، ومنشآت امنية واستراتيجية حيوية في إسرائيل قد تدمر بفعل القصف الصاروخي أو الطائرات المسيرة، لذلك فإن إسرائيل تعتمد خطة بناء الجيش الذكي والسريع والمجهز بأحدث الاسلحة والتقنيات لمواجهة أي تهديد".