لا شكّ أن لتمضية فترة الأعياد في لبنان وضعها الخاص والمميّز.
بالعودة بالزمن الى الوراء نجد أن لبنان كان "مقصد السواح" في الوطن العربي والوجهة السياحية الأساس خصوصا في فترة عيدي الميلاد ورأس السنة.
حالياً تصارع النقابات السياحية والمطاعم وغيرها "كورونا" والوضع الإقتصادي السيء وتسعى الى إعادة الإنتعاش في فترة الأعياد عبر إستقطاب اللبنانيين المغتربين، ومن هنا جاء قرار إعادة فتح المطاعم والملاهي الليلية في فترة الأعياد لغاية الساعة الثالثة فجراً، في وقت يجري الحديث فيه عن قدوم سبعين ألف مغترب الى لبنان وربما اكثر خلال أعياد رأس السنة.
الهدف عودة المغتربين
"أهمية تنشيط القطاع السياحي خلال العيدين كبيرة للبلد، خصوصا وأنه يدخل عبره الـFresh Money والذي نحن بأمسّ الحاجة اليه"، هذا ما يؤكده أمين سر نقابة أصحاب المطاعم خالد نزهة، لافتاً عبر "النشرة" الى "وجود العديد من المؤسسات السياحية التي تدمّرت في بيروت، أصلحت الأعطال وأعادت فتح أبوابها مع الميلاد، وستستمر على هذه الحالة مع احتفالات رأس السنة".
يشدد نزهة على أننا "نسعى الى إعادة الحياة لقطاع المطاعم، وإعادة بلسمة الحياة لدى هؤلاء الناس والهدف الأساسي من كل الإجراءات التي نقوم بها هو إستقطاب المغتربين، خاصةً وأن الكثير من البلدان لا تزال مقفلة"، مضيفاً: "إذا نجحنا فإننا سنشهد حضور العديد منهم"، مشدداً على أن "لا تعاون بيننا وبين شركات الطيران، ولكن توجهنا الى المؤسسات التي هي في الخارج والأعداد التي تحضر الى بيروت كبيرة ويجب أن نستفيد من هذا الموضوع".
الأمر وجودي
"الموضوع بالنسبة لنا وجودي، وسيكون هناك حفلات ليلة رأس السنة". هذا ما يؤكده نزهة، مشيرا الى أن "نسبة محددة مسموحة للمطاعم لإستقبال الروّاد ولن تتعدى المئة شخص في نهاية العام في كل مطعم، والحانات الليلية يطبق عليها مفهوم المطاعم"، مؤكدا أنّ "الرقص لن يكون مسموحا إلا بجانب الطاولات".
بدوره يشير الاخصائي في الاسعاف الميداني وادارة الكوارث الطبيب جبران قرنعوني الى أن "الحياة عادت الى البلاد والناس تذهب الى اعمالها، فكيف سنمنع انتشار وباء كورونا"؟.
الرقص بجانب الطاولات
يشرح قرنعوني أن "الرقص على حلبة الرقص يؤدي الى انتشار واسع للفيروس، لأنّ مجموعة كبيرة تختلط مع بعضها البعض بنفس الوقت وتتنفس بوجه بعضها البعض، وطبعا إذا كان هناك من إصابة فستنقل العدوى الى الجميع"، معتبرا أن "الرقص سيكون لكل مجموعة لوحدها، وهنا نتحدث عن عائلة أو اصدقاء بجانب الطاولة المخصصة لها، ممّا سيخفف من انتقال الفيروس، لأن أي مجموعة تلتقي مع بعضها البعض وتختلط مع بعضها البعض وبالتالي هذا لن يؤدي الى الإنتشار الوبائي الواسع".
ليلة رأس السنة يكثر الحديث عن مخاوف أمنيّة. هنا تلفت مصادر أمنية لـ"النشرة" الى أنه "سيتم التشدّد بالإجراءت ليلة رأس السنة لمنع حصول ووقوع أي خلل أمني أو حادثة"، معتبرة أنه "وبخصوص الإجراءات التي ستطبقها وزارة الداخلية فهي فعليا التي ستصدر عن لجنة كورونا".
إذاً، رغم الأوضاع الصعبة فإن اللبنانيين سيحتفلون ليلة هجرة 2020 أمّ الكوارث، على أمل أن تساعد هذه الاحتفالات بإنتعاش الإقتصاد دون أن تؤدّي الى إرتفاع هائل بإصابات الكورونا.