لفت راعي أبرشية جبيل المارونية المطران ميشال عون الى أن "البابا فرنسيس الأول وفي ظلّ الأوضاع التي يمرّ بها لبنان تحدّث في رسالته عن زيارة الى لبنان ولكن لا موعد محدّد بعد، ونتمنّى أن تحصل في أقرب وقت ممكن".
وفي حديث لـ"النشرة"، أشار المطران عون الى أن "الزيارة ضرورية ولها قوّة معنويّة، فعندما يزور أي بلد سيلتقي المسؤولين فيه ويشجّعهم على تحمّل مسؤولياتهم وهكذا سيحصل مع المسؤولين اللبنانيين عند الزيارة".
وتطرّق المطران عون الى موضوع الوجود المسيحي في لبنان في ظلّ الأوضاع الصعبة، مؤكداً أن "لدينا خوف كبير عليه في ظلّ كلّ الأزمات المتلاحقة التي يمرّ بها البلد لناحية الاوضاع الاقتصادية المتردية وعدم وجود سوق عمل وإرتفاع البطالة ما سيؤثّر على الشباب اللبناني الّذين نشجّعهم على البقاء، وتوعيتهم على أن الهجرة هي الأخطر"، معتبراً أن "الأزمة بشكل عام ستمرّ، وقد مررنا بأزمات أكبر، وإذا تركنا البلاد وغادرنا الى مكان آخر فإن وجودنا لن يتعوّض"، مشدداً على "ضرورة أن نبقى متجذرين بالأرض".
وتحدّث المطران عون عن عمل الكنيسة وهو يكون على عدّة مستويات، معطياً مثلاً في إنفجار المرفأ وكيف علينا التذكير بالمسؤوليات لأننا نطالب بمعرفة الحقيقة ومحاسبة المرتكبين، خصوصا وأنه سقط أكثر من 200 ضحية، ولن نقبل أن يذهب دمهم سدًى، لافتا الى أنه "وعلى المستوى الثاني على الكنيسة الوقوف الى جانب شعبها لأن الأزمة المالية والإقتصادية كبيرة جداً، مضيفا: "كاريتاس وغيرها من الجمعيّات تقف الى جانب الناس وتمدّ العون والمساعدة"، ومشيراً الى أنه "والى جانب دورها الروحي فعلى الكنيسة أن تكون عملياً على الأرض والمساعدة في هذه المرحلة".
وأضاف الى "الكنيسة تلعب دوراً مع الأهالي في المدارس من خلال الاتصالات التي نقوم بها للمساعدة على دفع الاقساط كلّ حسب قدرته، كذلك نسعى الى تأمين موارد ماليّة لمن لا يستطيعون الدفع أبداً، أما من لديهم إمكانيات نطلب منهم تسديد الأقساط وبهذه الطريقة نستمرّ ونتعاون ودائماً هناك حلول".
وشدد المطران ميشال عون على أن "البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي يحاول أن يضغط من خلال المبادرة التي يقوم بها، ونأمل أن يتجاوب السياسيون مع دعوته وأن تلقى دعوته آذاناً صاغية"، مؤكدا أنه وفي الوقت الحالي فإنّ "الأولوية للبنان ولمعالجة الوضع الراهن، ولنقوم بالاصلاحات بوضع البلاد على الطريق الصحيح".
وفيما خصّ النزوح السوري وتأثيره على لبنان، رأى المطران عون أنه "وبدون شكّ الإنسان إنسان وفي حال وجد على أرضنا فيجب علينا أن نساعده"، مضيفا: "ولكن الكنيسة تطالب تكرارا ودائما بعودة النازحين السوريين الى بلادهم"، معتبرا أنه "من الناحية الإنسانية لا نستطيع أن نترك الإنسان، ولكن البطريرك الراعي والفاتيكان طالبا مرّات عدّة أن يؤمّن المجتمع الدولي عودة آمنة للسوريين بأسرع وقت دون ربطها بالقضايا السياسية".