لا ينسى أحد قضيّة مجرور الإيدن باي الذي عانى منه سكان مدينة بيروت لسنوات، فمع بداية فصل الشتاء في كلّ عام وهطول الأمطار كانت "تسبح" بيروت والرملة البيضاء بالمياه "الآسنة" نتيجة إغلاق انبوب الصرف الصحي من قبل القيّمين على مشروع الإيدن باي، وكلّ ذلك كان يتمّ تحت أنظار محافظ بيروت السابق زياد شبيب.
ويعتبر "مجرور" الإيدن باي واحدا من الملفات التي تهتم بها البلدية تحت عنوان التلزيم وإصلاح الأعطال، والتي تستوجب إجراء مناقصة وتتضمّن إصلاح أعطال البنية التحتية، من خطوط مجاري الصرف الصحّي ومياه الأمطار.
ملف التلزيمات
تشرح مصادر مطلعة عبر "النشرة" أن "قيمة المناقصة تبلغ 3 مليار و400 مليون ليرة على سعر 1515 ليرة، وعندما وصل ملفها المعدّ منذ أيام المحافظ السابق من ديوان المحاسبة كان يفترض إعلام المتعهّد ضمن مهلة 270 يوماً من إعلان النتائج أنه فاز فيها وهذا ما لم يحصل". مشيرةّ الى أن "المهل الإدارية انقضت وعندما وصل الملف تذرّع المتعهّد بهذه الحجّة، مؤكدا أنه لا يستطيع السير بالملف بحجّة فارق الأسعار بين فترة الصيف والوقت الذي تبلّغ فيه فوزه بالمناقصة"، لافتةً الى أنه "في هذا الوقت أبلغت شركة كيروز البلدية إستعدادها لتنظيف جميع الأقنية والمجارير فوراً دون مقابل حتى".
"التلزيم لتنظيف واصلاح الأعطال، وإذا تحدثنا عن تنظيف الأقنية فهو بمثابة تسيير الأعمال". هذا ما يؤكده محافظ بيروت القاضي مروان عبود، معتبرا أن "الأهمّ هو أن بيروت لم تغرق بالمياه نتيجة هطول الأمطار"، لافتاً الى أن "التنظيف الذي كان سيكلفنا بأقل تعديل 4 مليارات ليرة لم يكلفنا أي شيء".
"مجرور" الايدن باي
تطرقت المصادر الى مسألة مجرور "الإيدن باي" واصفةً إقفاله سابقاً "بالفعل الجرمي"، ومشيرة الى أنه "عندما إتخذ القرار بفتحه أصبح يتمّ تنظيفه كأي مكان آخر في بيروت". هنا وأمام هذا الموضوع يروي القاضي عبود قضية "مجرور" الايدن باي، مشيرا أنّه يذهب الى PS2 المحطة المسؤول عنها مجلس الإنماء والإعمار، وبعدها الى ps1 ومن ثمّ الى محطة الغدير"، لافتا الى أنه "وخلال فصل الشتاء تتداخل مياه الأمطار مع الصرف الصحّي فتزداد كميات المياه على المحطّة ومع هذا الضغط تغرق الضاحية الجنوبية بالفيضانات فيتمّ اقفال "الأنبوب".
لا وساطات
ويضيف القاضي عبود: "أمام هذه الحالة في فصل الشتاء يفتح أنبوب الصرف الصحّي على الإيدن باي ليعود ويقفل في الصيف"، لافتا الى أنه "في السابق كان يترك مقفلاً حتى نهاية تشرين الأول، لأن الناس تسبح حتى هذا الوقت في البحر هناك"، مشددا على أنه "جهزنا في أيلول البنية التحتية تحضيرا لفصل الشتاء هذا العام وقمنا بفتح "الأنبوب" رغم الوساطات التي مورست لتركه حتى تشرين الأول ".
في المحصّلة إختلف حال بيروت هذا السنة، فلم نشهد الفيضانات على الطرقات في العاصمة بنفس الوقت، واعمال التنظيف حصلت دون أن تكلف البلدية والمحافظة أي مبلغ حتى الساعة، فيما علمت "النشرة" أن ملفّ التلزيم والتنظيف كلّف المحافظ السابق حوالي 7 مليار ليرة. ليبقى الأهمّ "أن محافظة وبلدية بيروت كانتا سابقاً عبارة عن "مغارة" لا يُعرف كيف كانت تُصرف الأموال فيها!.