بعد ما يقارب 9 سنوات من الحرب في سوريا، لا يمكن أن ينكر أي عاقل حجم التداعيات التي تركتها أزمة النزوح على لبنان، على المستويات الإقتصادية والإجتماعية والأمنية، الأمر الذي كان من المفترض أن تتم معالجته من قبل السلطات المعنية منذ سنوات، إلا أن هذا الواقع لم يمنع أحد المعارضين السوريين، كمال اللبوني، من تحريض النازحين السوريين في لبنان على حمل السلاح وتشكيل منظمات لحماية المخيمات، قائلاً: "هذه أرضكم وهذا حقكم ومن يعتدي عليكم يجب أن يدفع الثمن"!.
قد يكون من المفيد تذكير هذا المعارض "التافه" بأن اللبنانيين دفعوا أكثر من غيرهم فاتورة الأزمة السورية، من دون أن يحصلوا على حقهم في التعويض عن الخسائر التي لحقت بهم، في حين كانت العديد من الدول الأخرى قد عمدت إلى المتاجرة بهم في المحافل الدولية أو إستخدامهم ورقة تهدد بها الدول الغربية عبر رميهم في مراكب الموت في البحار. إلا أن الأهم من ذلك ربما تذكير هذا "التافه" أيضاً بأنه مستمر، منذ سنوات، بالتحريض على الحرب في بلاده، في حين هو يقيم في الخارج ينعم بالأمان، بدل أن يعمل على إنهاء تلك الحرب، الأمر الذي يساهم في عودتهم إلى بلادهم.
وفي حين من المفيد أن يعلم هذا "التافه" بأن أغلب اللبنانيين دانوا ما حصل في مخيم النازحين في بلدة ببنين في قضاء المنية نتيجة إشكال فردي، من الضروري أن يدرك بأن هذه الأرض ليست أرضهم، وليس من حقهم حمل السلاح أو تشكيل تنظيمات مسلحة. إلا أن من يعرف تاريخ هذا "التافه" لن يكون من الصعب عليه أن يستوعب ما صدر عنه من حماقة. فهو كان من أول المعارضين السوريين الذين ذهبوا إلى دعوة إسرائيل إلى التدخل في الحرب السورية، وإلى الإعلان عن الرغبة في التحالف معها، كما أنه زارها أكثر من مرة.
من هنا ندعو الخارجية اللبنانية لاستدعاء السفير السويدي لأنها تحتضن هذا الشخص والادعاء عليه بتهمة التحريض.