الإحتفالات في ليلة رأس السنة ستكون مختلفة عن الأعوام الماضية، نظراً إلى أن حوادث السير أو عمليات إطلاق النار لن تكون هي الخطر الوحيد، الذي يواجه الراغبين في إستقبال العام الجديد خارج منازلهم، في ظل إنتشار فيروس كورونا المستجد، الأمر الذي يفرض المزيد من التحديات والمسؤوليات، ويتطلب الكثير من الإجراءات الوقائيّة.
في هذا السياق، يؤكّد مصدر أمني مطّلع، عبر "النشرة"، إلى أن الإجراءات ستكون بحدها الأقصى، سواء من خلال رفع نسبة الجهوزية في القطاعات الإقليمية العملانية إلى الحد الأقصى،لمنع حصول جرائم أو مخالفات من أي نوع، أو من خلال إستنفار الوحدات الإستقصائية والمعلوماتية، لتكثيف الجهد الإستعلامي والقيام بالمهمات الاستطلاعية. ويشير إلى أن الإجراءات ستشمل مختلف الأراضي اللبنانية مع التركيز على الأماكن التي ستشهد تمركزاً أكبر، كالمطاعم والمقاهي ودور العبادة، بالإضافة إلى الدوريات الراجلة والمؤللة والحواجز الثابتة والظرفية، بهدف حماية المواطنين ومتابعة إجراءات السلامة المرورية.
وفي حين يلفت هذا المصدر إلى أن الإجراءات هذا العام ستشمل، بالإضافة إلى العناوين المعتادة كالسلامة المرورية وإطلاق النار والجرائم، الوقاية من فيروس كورونا، يشدد على أهمية الدور الذي يقع على عاتق المواطنين، لناحية شرب الكحول بصورة معتدلة أو تجنبها من قبل السائقين، أو لناحية الإلتزام بالإجراءات الوقائية. ويؤكد أن الرهان الأساسي يبقى على الوعي المجتمعي، نظراً إلى أن الدولة اللبنانية لم تذهب إلى قرار بالإغلاق التام، كما حصل في العديد من الدول الأخرى.
من جانبه، يشير أمين عام الصليب الأحمر اللبناني جورج كتانة، في حديث لـ"النشرة"، إلى أن فرق الإسعاف والطوارئ ستكون في حال من الجهوزية والاستنفار العام في المراكز المنتشرة على كامل الأراضي اللبنانية، ويلفت إلى أن عددها 47 مركزاً ثابتاً و3 مراكز موقتة تواكبها 4 غرف عمليات اتصال وتنسيق، مدعمة بـ207 سيارات إسعاف، وأكثر من 600 مسعف، كما أنه تم تخصيص عدداً من السيارات ذات الدفع الرباعي للمناطق الجبلية، في حين أن مركزي نقل الدم في بيروت وطرابلس سيكونان أيضاً على جهوزية لتبلية الطلب على وحدات الدم من جميع الفئات حسب توفرها في ليلة رأس السنة.
ويؤكد كتانة أن ليست حوادث السير التحدي الأساسي في هذه الليلة، بل أيضاً إرتفاع خطر الإصابة بنوبات قلبيّة، الأمر الذي يتطلب تجنّب المجهود الجسدي الشديد والإرهاق والضغط النفسي، وعدم الإفراط في شرب الكحول، والمحافظة على درجة دافئة للجسم، من خلال ارتداء الملابس الخاصة بفصل الشتاء أو التي تقي البرد، ويدعو إلى عدم تجاهل خطر التسمم بأول أكسيد الكربون، الأمر الذي يتطلب عدم اشعال الخشب أو الفحم في الأماكن المغلقة وترك تهوئة مناسبة في الغرفة مع وجوب المحافظة على نظافة المواقد، والتأكد من أن جميع أنظمة التدفئة والتسخين في المنزل تحقق شروط السلامة العامة، ويشدد على ضرورة الإلتزام بالإجراءات الوقائية من كورونا.
في الإطار نفسه إجراءات الوقاية من كورونا ستكون حاضرة بقوة في أماكن السهر، حيث تشدد مصادر معنية في وزارة السياحة، عبر "النشرة"، على أن الإجراءات المعتمدة لا تقتصر على هذه الليلة بل مستمرة، وتعتبر أن الإجراء الأهم هو قرار الحد من نسبة إستيعاب المؤسسات إلى 50%، بالإضافة إلى تطبيق مختلف المعايير الصحية والوقائية، لا سيما لناحية التعقيم والحفاظ على النظافة والتباعد الإجتماعي، وتدعو المواطنين إلى المساعدة في هذا المجال، سواء عبر رفض الدخول إلى أي مؤسسة مخالفة أو الإتصال على الرقم الساخن 1735.
وتشير المصادر نفسها إلى أن أي مؤسسة مخالفة تعرض نفسها إلى الإغلاق بالشمع الأحمر، نظراً إلى أن الضابطة والشرطة السياحية لم تعد تكتفي بتوجيه إنذار أو تنظيم محضر ضبط، وتؤكد أن التعاون قائم مع النقابات المعنية التي تدعم الإجراءات المتخذة، نظراً إلى أنها تصب في خدمة هذا القطاع المهم على مستوى الإقتصاد الوطني.
في المحصلة، على المواطنين مسؤولية كبيرة للإحتفال بليلة رأس السنة بوعي، من أجل تفادي سقوط ضحايا نتيجة إطلاق النار العشوائي أو حوادث السير بشكل أساسي، بالإضافة إلى الإلتزام بالإجراءات الوقائية من كورونا، حفاظاً على صحتهم وصحة مجتمعهم.