على وقع الاستنفار الشامل لقوى محور المقاومة من الخليج الى طهران والعراق وسوريا ولبنان ولا سيما في الجولان السوري والجنوب اللبناني، أتى الكلام الايراني على لسان قائد القوّات الجويّة في الحرس الثوري الايراني، علي حاجي زادة، وقوله أنّ "كلّ ما تمتلكه غزة ولبنان من قدرات صاروخيّة، تمّ بدعم إيران، وهما الخطّ الأمامي لمواجهة إسرائيل"، ليثير "شهية الإتهام" بتعطيل الحكومة وربط ايران مصير حكومة الرئيس المكلف سعد الحريري بالملف النووي الايراني وبالتفاوض مع الادارة الاميركية الجديدة، " لخصوم "حزب الله" والعهد و"التيار الوطني الحر" ولاحراجهم جميعاً بهذه التصريحات وفق ما تقول اوساط بارزة في تحالف 8 آذار و"حزب الله" لـ"الديار".
وتشدد الاوساط على ان هذا الكلام ليس جديداً وتم تضخيمه وتفسيره على اكبر واكثر مما يحتمل.
وهو يأتي في توقيت مرتبط بالذكرى الاولى لاغتيال اللواء قاسم سليماني والقائد في الحشد الشعبي ابي مهدي المهندس، وهو للدلالة على حجم وتعاظم القوة الصاروخية لمحور المقاومة ولا سيما في لبنان وغزة.
ولكنه لم يقل ان الرد على اي اعتداء على ايران سيكون من الجنوب وعبر "حزب لله"، كما ان القاصي والداني يعرف، واعلن الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله اكثر من مرة، امتلاك عشرات الالاف من الصواريخ الدقيقة وغير الدقيقة. وبالتالي ما هو السر الذي كشفه زادة لتقوم الدنيا ولا تقعد؟
وفي حين تنفي الاوساط اي ارتباط لهذا الكلام الايراني بملف التأليف الحكومي. وتقول ان التعطيل ليس من عند "حزب الله" او "الثنائي الشيعي" واللذان سهلا امر التأليف ومهمة الحريري الى اقصى حد.
حتى ان "حزب الله" سار بايجابية مع مساعي البطريرك الماروني بشارة الراعي الحكومية بايجابية ولاقاه باتصالات لتحفيز التشكيل.
وتجزم الاوساط ان طهران لا تتدخل في ملف الحكومة، والحكومة ليست مرتبطة بأي تطور اقليمي او دولي متعلق بإيران او بـ"حزب الله". وكل ربط بالملف النووي الايراني اوبالتفاوض مع ادارة جو بايدن هو كيدي وسخيف.
وتُحمّل الاوساط الحريري مسؤولية التعطيل، ولان حساباته الداخلية مرتبطة بـ"نصب افخاخ" وقلة ثقة وعدم الرغبة في التعاون والايجابية مع العهد في سنتيه الاخيرين. وهو يعتقد ان تأخير الحكومة يأخذ من "كيس" الرئيس ميشال عون والنائب جبران باسيل ويخسرهما ويدفعهما الى
تقديم التنازلات له ولحلفائه، وفي كثير من الملفات الداخلية من القضاء الى السياسة والامن والتعيينات وحتى الانتخابات النيابية المقبلة وقانون الانتخاب الجديد والذي يريده الرئيس نبيه بري.
وبين التصعيد الايراني والتعقيدات الداخلية للملف الحكومي، كشفت اوساط وزارية مطلعة على المشاورات الحكومية لـ"الديار" ان الرئيس المكلف سعد الحريري عاد مساء امس الى بيروت وانه سيواصل اتصالاته ابتداءاً من اليوم. وتشير الى ان اي لقاء جديد بين عون والحريري مرتبط بإتصال من الاول بالثاني لاعادة الزخم الى حيث توقف الاربعاء الماضي وقبل يوم من عيد الميلاد.
وعلى جبهة بكركي، تؤكد اوساط مقربة من الراعي لـ"الديار" ان مبادرة البطريرك الراعي مستمرة ومساعيه واتصالاته لم تتوق.ف وهو التقى خلال عطة الاعياد وبين عيدي الميلاد ورأس السنة العديد من الوفود والوزراء والنواب من "التيار الوطني الحر" وغيره وتناول الشأن الحكومي وكيفية إستئناف مبادرته حيث توقفت.
وعما تردد حول المبادرة الفرنسية واستئنافها حكومياً، تكشف الاوساط ان الوفد الفرنسي من مجلس الشيوخ الفرنسي الذي يزور لبنان الاربعاء المقبل، له مهمة انسانية وغير سياسية ومرتبطة بملف المرفأ وليس مكلفاً بأي اتصالات حكومية او متعلقة بمبادرة الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون. وان الاخير اذا اراد تزخيم المبادرة فإن هناك مستشارين وخلية ازمة في الاليزيه مكونة من مستشاريه ومن وزراء يكلفهم بهذه المهمة. وتقول ان الوفد الفرنسي سيلتقي الراعي وسياسيين آخرين ولجان نيابية.