أشار رئيس الحكومة السابق فؤاد السنيورة، إلى أن "الكلام الإيراني الأخير بحق لبنان شديد الخطورة، وأسقط القناع الأخير التي كانت تلبسه إيران بشأن دورها وتسلطها على لبنان وإلغائها سيادة لبنان، ويتطلب موقفها من الرئيس عون الذي يفترض أن يكون المدجافع الأول عن لبنان، أن يكون واضحا وصريحا في إدانة هذات الكلام، والإدانة لا تكفي، بل هي بداية"، موضحا أن "الذي سمعناه اليوم هو آخر المواقف لكن سمعنا كثيرا أن إيران لديها نفوذ بأربع دول هي سوريا ولبنان والعراق واليمن، وكلام الإيراني ألغى السيادة اللبنانية".
ولفت في مقابلة تلفزيونية، ردا على سؤال حول ما إذا كان في سدة المسؤولية كيف كان سيتصرف، الى أنه "كنت وسأبقى التأكيد على سيادة لبنان واستقلاله ورفض أن يكون ساحة للصراعات، ونحن الآن بنصف البحر".
واعتبر رئيس الحكومة السابق أن "رئيس الجمهورية العماد ميشال عون يخرق الدستور، وهذا الخرق ناتج عن اتفاق مار مخايل بين التيار الوطني الحر وحزب الله، ووجهة نظره أساسا منذ عام 1989 أنه ضد اتفاق الطائف، وكان يفترض أن يعود لالتزام الدستور نصا وروحا حينما أصبح رئيسا للجمهورية"، لافتا الى أن "من يعطل عملية تشكيل الحكومة هو رئيس الجمهورية بالتوازي مع حزب الله، خصوصا أن الرئيس عون لديه عدة أهداف".
ولفت الى أن "هناك كلام أن الرئيس عون سيبقى بالقصر بعد انتهاء ولاته، وهي تساؤلات خطيرة تعطي صورة عن تفكير البعض، وهو للأسف لم يتغير بالطريقة التي تفرضها الأمور حينما أصبح رئيسا للجمهورية، ومعلوماتي أن الرئيس عون أعطى رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري أسماء، منها من ينتمي للتيار الوطني الحر بشكل واضح، وتبين أن هناك عدم إدراك بطبيعة المرحلة والمطلوب حاليا".
وشدد السنيورة على أن "حزب الله يريد للبنان أن يكون ورقة يمسك بها لك يتفاوض عليها وبها مع الجانب الأميركي، وأنا أعتقد أن لبنان من الأولويات التي سيتطرق لها الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن بالأشهر الأولى من تسلمه منصبه الجديد".
وعن قناعته بالحريري رئيسا مكلفا تشكيل الحكومة، أكد السنيورة أن "التجربة دلت الى الحاجة الى شخص قادر على اكتساب الثقة، وحزب الله يحتاج ذلك أيضا، والحريري قدم تنازلات نتيجة اجتهاد بأنها الوسيلة التي تمكننا حماية لبنان، وأنا كنت ضد بعض التنازلات ولم أنتخب الرئيس عون وأنا غير مفاجأ بتصرفاته".
وعن التحريض على الحريري في السعودية، أوضح أنه "أنا لا أقوم بهذه الأفعال وأنا حينما اختلفت مع الحريري كنت معه، وعلاقتي ببهاء الحريري علاقة صداقة وعلاقتنا ليست سياسية".
وعن إمكانية أن يتم تسمية رئيس مكلف جديد لرئاسة الحكومة غير الحريري، أوضح السنيورة أن "تجربة تسمية السفير اللبناني في المانيا مصطفى أديب لرئاسة الحكومة لم تكن ناجحة، واعتقد أن هناك متغيرات التي طرأت على لبنان، المنظومة السياسية التي شهدناها ستكون الى زوال، وأراها بداية النهاية، كما أرى أنها بداية النهاية لحزب الله".
وعبر رئيس الحكومة السابق في حديثه عن خوفه "على لبنان لأن المشكلة ليست عند السنة بل عند جميع اللبنانيين"، مشيرا الى أنه "موجود وفاعل لكن لا أدير اللعبة من خلف الحريري"، لافتا الى أن "تيار المستقبل يتحمل جزءًا من مسؤولية الانهيار المالي".
وعن زيارة الحريري لرئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب عقب طلب الاستدعاء الموجه له من القضاء، اعتبر أن "الحريري وقف الى جانب دياب من الناحية الدستورية، فليس المطلوب كف يد القاضي صوّان بل عليه الاستمرار بعمله، وسأل: لما صوان اختار فقط 3 اشخاص دون غيرهم؟ .
وعن تمسك "المستقبل" بحاكم مصرف لبنان ،أوضح السنيورة انه "من المعيب تحميل رياض سلامة كل الاخطاء التي ارتكبت، مردفا، "جريمته انه لم يقل "لا" للدولة، وهناك اخطاء بشأن الهندسات المالية ولقد صارحت سلامة بها، و ناديت بإخضاع المؤسسات والإدارات الى التدقيق عبر شركة اجنبية ولقد ارسلت قانونا بهذا الشأن في العام 2006 الى مجلس النواب وهو لا يزال قابعا في أدراجه".