أكد الأمين العام للصليب الأحمر اللبناني جورج كتانة، في حديث لـ"النشرة"، أن الإقفال العام المقرر لمواجهة تداعيات تفشي فيروس كورونا لن يكون مجديًا اذا لم يلتزم الشعب اللبناني، وفي حال لم يتم تجهيز المستشفيات بأسرّة خاصة لمرضى كورونا، وبالتالي يجب استغلال هذه الفترة لتضافر جهود الجميع في سبيل الخروج من هذا النفق المظلم.
وأوضح كتانة أن "مستشفيات بيروت وجبل لبنان تجاوزت الـ90 بالمئة من قدرتها الإستيعابية ولم تعد قادرة على استقبال المزيد من الحالات المصابة، وفرق الصليب الأحمر باتت تنقل حوالي 100 إصابة يوميا وهذا رقم كبير، كما أن بعض الحالات في الطوارئ واخرى في المنازل تنتظر شغور سرير في المستشفيات".
وشدّد كتانة على أن "فرق الصليب الأحمر ملتزمة ببرتوكول طبي منذ ما قبل تسجيل حالات كورونا في لبنان في شهر شباط من العام الماضي، ولدينا التصور للإستجابة ومستعدون لمواكبة المرحلة المقبلة ضمن خطة استباقية، رغم أن الضغط على مسعفي الصليب الأحمر ارتفع بشكل ملحوظ في الآونة الأخيرة".
وتوقع كتانة أن يشهد لبنان في المرحلة المقبلة ارتفاعا في عدد الاصابات كما شهدنا في فترة ما بعد عيد الميلاد، مبديًا أسفه لإستخفاف الناس بالإجراءات الوقائية خلال المرحلة الماضية حيث شهدنا تفلتا وعدم التزام بشكل كبير، وهذا انعكس سلبا وظهرت نتائجه بارتفاع اعداد الاصابات.
ورأى كتانة أن "بعض المستشفيات الخاصة قادرة على تجهيز أسرّة اضافية لمرضى كورونا، ولكنها تحتاج الى قدرات مالية واذا قامت الدولة بدفع سلف مالية لها يمكن مواجهة المشكلة بهذه الطريقة".
وجزم كتانة بأن "الصليب الأحمر لن يتخلف عن الاستجابة لأي نداء استغاثة من أي مواطن مهما كان عمره أو دينه أو عرقه، فالإنسان بالنسبة لنا واحد ولا يمكن التمييز في هذا الموضوع"، مشدّدًا على أن "الصليب الأحمر لم يتلقّ أي دعم من وزارة الصحة منذ فترة طويلة، وتقتصر المساعدات التي يتلقاها على دعم اللجنة الدولية للصليب الأحمر وبعض الجهات، ورغم ذلك نفسه طويل ولن نصل الى وقت نعجز فيه عن تلبية نداءات اللبنانيين".
وكشف كتانة أن "فرق الصليب الأحمر تتعامل مع الحالات الصعبة بالتوجه الى أقرب مستشفى وذلك بناء على توجيهات وزارة الصحة، أما الحالات العادية فهناك لجنة طبية في الصليب الأحمر تجري لها تقييما طبيا بانتظار ايجاد سرير شاغر"، موضحًا أن "المسعفين يتعاطون بحرفية عالية مع حالات كورونا وامكانية اصابتهم خلال القيام بعملهم معدومة، اما الاصابات التي يتم تسجيلها فهي نتيجة مخالطة خارج دوام العمل".
وفي الختام، تطرق كتانة الى موضوع اللقاح، مشيرًا الى أن "وزارة الصحة شكلت لجنة علمية متخصصة لمتابعة هذا الملف، وبانتظار وصوله الى لبنان في شهر شباط كما هو متوقع، لا حل أمامنا سوى بالالتزام بالإجراءات الوقائية المطلوبة وهنا تقع المسؤولية الأكبر على الناس".