تحرص القيادة الايرانية على إبقاء التواصل مع مختلف القوى اللبنانية، وان تكون على تماس مع الشخصيات الدينية والروحية، مهما كان انتماؤها، او موقفها من طهران وسياساتها في لبنان والمنطقة.
وفي 17 كانون الاول الماضي وخلال شهر الاعياد الميلاد المجيد ورأس السنة، برزت مجموعة من الزيارات التي قام بها المستشار الثقافي للجمهورية الايرانية في لبنان الدكتور عباس خامه يار الى بكركي ولقائه البطريرك الماروني بشارة الراعي، كما التقى كاثوليكوس الأرمن الأرثوذكس آرام الأول كشيشيان، ومطران الفرزل وزحلة والبقاع للروم الكاثوليك عصام درويش، ورئيس الأساقفة في أبرشية الروم الملكيين الكاثوليك في بعلبك إلياس رحال، والأب حنا رحمه أسقف أبرشية بعلبك - دير الأحمر، وكانت الاجواء ودية وفق العادة.
ووفق معلومات لـ"الديار" ومنذ تسلمه مهامه في السفارة الايرانية كمستشار ثقافي منذ أكثر من عام، يقوم خامه يار بحركة لافتة ويحرص على التواصل مع مختلف القوى الثقافية والدينية والروحية ومن مختلف الطوائف. وهو حريص على علاقة اسلامية- اسلامية جيدة والوحدة الاسلامية السنية الشيعية، وكذلك التعايش الاسلامي- المسسيحي والحوار بين مختلف الاديان، وهي رسالة وجوهر الثور الاسلامية ومن مبادىء اساسية ارساها الامام الخميني.
ومعروف عن خامه يار ورغم تفضيله عدم الدخول في العمل السياسي واعطاء اي تحرك له صبغة سياسية، تؤكد المعلومات انه من الشخصيات الايرانية التي لها حضور وتقدير من القيادة الايرانية العليا.
ويوضح خامه يار لـ"الديار" ان هذه الزيارات التي قام بها قبل الاعياد ليست سياسية، بل لها طابع ثقافي واجتماعي وتواصل حواري ومن ضمن التعايش والحوار بين الاديان وفي إطار تلاقي الحضارات وليس صراعها.
ويؤكد انه جدد دعوة البطريرك الراعي الى زيارة ايران للمرة الثانية خلال عام على هامش لقاءه التهنوي وهو كان وجه له الدعوة الاولى في بداية تسلمه مهامه والثانية خلال زيارته الثانية للصرح البطريركي.
ويؤكد انه حريص على التواصل مع الراعي ومع كل مكونات المجتمع اللبناني وعلى الحوار الديني معهم، ولم يتطرق معه الى اي ملف سياسي، لان عمله ثقافي وليس سياسياً والملفات السياسية من مهام واختصاص المرجعيات الدستورية اللبنانية كما لم يحمله احد اية رسائل سياسية للقيادة الايرانية.
ويشير خامه يار الى مشاركته في 21 كانون الاول الماضي في حلقة حوارية نظمها "بيت المستقبل" بعنوان "نتائج الانتخابات الأميركية؛ إيران والملف النووي"، وشارك فيها خامه يار بالاضافة الى الرئيس امين الجميل، مؤسس ورئيس بيت المستقبل، لبنان. و4 شخصيات من العراق والسعودية والكويت ولبنان.
ويؤكد خامه يار ان لا معنى سياسياً لمشاركته في ندوة لـ"بيت المستقبل" رغم حضور ومشاركة الرئيس الجميل فيها وهي كانت افتراضية اصلاً. رغم انها تحولت الى محاكمة لسياسة ايران والى" 5 ضد واحد"، ولم تأخذ البعد الاكاديمي والموضوعي، بل تحولت الى حلقة حوارية تلفزيونية بحته، واعتبرها البعض وان كانت غير موضوعية ولكن المنطق الايراني كان واضحاً و في هذه الامر الكمية العددية ليست مهمة بقدر المنطق والموضوعية .
وفي مقابل الانفتاح الايراني على المرجعيات الدينية والسياسية اللبنانية ولو اخذ بعض التواصل طابعاً غير سياسي، تستمر القطيعة بين"حزب الله" وبكركي وهو ما يؤكد المقاربات الداخلية المختلفة بين ايران و"حزب الله"، وان التمايز موجود في التعاطي مع الملف اللبناني وان التفاصيل الداخلية متروكة لـ"حزب الله" وللمعنيين في لبنان.
وتؤكد معلومات متقاطعة لـ"الديار" ان على عكس ما تم ترويجه اخيراً عن لقاءات معايدة بين وفد من "حزب الله" وبكركي، تبين ان التواصل مقطوع بين الطرفين وان لا زيارات بتاتاً خلال عطلة الاعياد وهو ما أكدته مصادر كنسية واوساط بكركي لـ"الديار".
وتعلق اوساط بكركي لـ"الديار" على زيارة خامه يار، وتصف الزيارة بالودية واللطيفة، وتؤكد ان البطريرك تلقى دعوة للمرة الثانية الى زيارة ايران، ولكن لا يمكن تسميتها بالزيارة الراعوية على غرار الزيارة الى فلسطين المحتلة سوريا حيث لا رعايا موارنة او كنيسة مارونية في ايران بل كنائس لطوائف اخرى.
وتشير الاوساط الى ان الزيارة تحتاج الى دراسة من حيث شكلها وتوقيتها والوقت ليس مناسباً، ولم يتم الحديث بالتفصيل فيها وهي مؤجلة وتحتاج الى بحث آخر في وقت آخر وبقي النقاش فيها مفتوحاً.
وتؤكد ان الحديث تركز على دور لبنان الريادي، وموقعه كنموذج لحوار الاديان المنطقة وما يعزز دعوة الراعي للحياد ولا يمكن للبنان ان يكون مركزاً للحضارات من دون الحياد. وهذا ما المح اليه وكرره الراعي على مسامع ضيفه الدكتور خامه يار.