لفتت صحيفة "الإندبندنت" البريطانيّة، في مقال بعنوان "مكالمة ترامب الهاتفيّة حول الحصول على أصوات في جورجيا أسوأ ممّا تعتقدون"، تناولت فيه تسريب مكالمة للرئيس الأميركي دونالد ترامب يطلب فيها من سكرتير ولاية جورجيا براد رافينسبيرغ، إيجاد أصوات لقلب نتيجة الانتخابات الرئاسية"، إلى أنّ "طَلب ترامب من رافينسبيرغ كان بسيطًا ومباشرًا: "أي جمهوري جيّد سيكون سعيدًا بمساعدة البيت الأبيض في اختلاق 11.780 صوتًا لازمًا، لإلغاء فوز الرئيس المنتخب جو بايدن المزعج في جورجيا، حتّى لو كان ذلك يعني خرق القانون".
وأشارت إلى أنّه "بينما يستعدّ ناخبو ولاية جورجيا للتصويت في انتخابات خاصّة مزدوجة نادرة، من شأنها أن تحدّد السيطرة الحزبيّة على مجلس الشيوخ، يجب أن يفكّروا فيما يعنيه أن يطلق ديفيد بيرديو وكيلي لوفلر على نفسيهما الجمهوريَّين الجيّدين".
وذكرت الصحيفة في المقال، أنّ "لمدّة ساعة تقريبًا، استخدَم ميدوز وترامب كلّ حيلة في كتابهم الفاسد لإقناع رافنسبرغر وتملّقه وترهيبه للموافقة على إطلاق تحقيق لا أساس له، مستوحى من نظام الرئيس المدعوم من نظريّات المؤامرة الانتخابيّة على الإنترنت. ويُحسب لرافنسبرغر أنّه قدّم رفضًا واضحًا ومتكرّرًا للواقع المصطنع لترامب".
وركّزت على أنّه "لطالما عرّف ترامب الجمهوري الجيّد بأنّه ليس من يَحمل مجموعة متماسكة من المبادئ الأيديولوجيّة المحافظة، بل على أنّه يخضع تمامًا لمطالبه بالولاء الشخصي"، ورأت أنّ "فكرة أنّ سكرتير ولاية جمهوري سيسمح عن طيب خاطر لرئيس جمهوري بفقدان جورجيا، تحيّر ترامب وتغضبه".
وشدّدت على أنّ "هذه المكالمة الهاتفيّة تكشف عن رئيس غير مهتمّ تمامًا حتّى بمظهر اللباقة، وكان يجري تخويف أحد كبار الموظّفين لمسايرة كلّ فكرة مشبوهة قانونًا يكتشفها الرئيس على وسائل التواصل الاجتماعي - أو وسائل إعلام ترامب، كما وصفها أثناء المكالمة"، مبيّنةً أنّ "كونك جمهوريًّا لا علاقة له بالسياسات أو المعتقدات أو القيم. هؤلاء يقفون الآن في طريق الشيء الوحيد المهم: الدفاع عن دونالد ترامب حتّى النهاية المريرة".
كما أفادت بأنّ "الانتخابات المقبلة في ولاية جورجيا ستشهد خروج عدد قياسي من الناخبين للإدلاء بأصواتهم، الّتي ستحدّد ما إذا كان مجلس الشيوخ سيظلّ حصنًا من الترامبيّة في ظلّ إدارة بايدن"، مؤكّدةً أنّ "لدى جورجيا فرصة لرفض انحدار الحزب الجمهوري إلى الإجرام الوقح. إنّ القيام بذلك من شأنه أن يصدر بيانًا قويًّا ودائمًا حول قوّة الديمقراطيّة الأميركيّة".