لفت المدّعي العسكري في طهران غلام علي تركي، إلى أنّه "كانت هنالك بالتأكيد في حادث سقوط الطائرة الأوكرانية غي طهرلن العام الماضي، وفقًا للأدلّة الّتي توفّرت لدينا، سلسلة من الأخطاء البشريّة"، مشيرًا إلى أنّ "الأركان العامّة للقوّات المسلّحة الإيرانيّة اعتبرت بعد إجراء التحقيقات اللّازمة، 10 أشخاص مقصرّين في الحادث، وبادرت من ثمّ في إطار عقوبات انضباطيّة إلى تنزيل الرتبة العسكريّة لبعض هؤلاء الأفراد، وتقديمهم للمثول أمام المحكمة العسكريّة".
وذكّر في حديث تلفزيوني، بأنّ "الأركان العامّة للقوّات المسلّحة أعلنت بعد 3 أيّام من الحادث، أنّه وقع بسبب خطأ من الدفاع الجوي، لذا تمّ رفع الملف إلى النيابة العسكريّة لإجراء المزيد من التحقيقات". وحول السبب في التأخّر 3 أيّام للإعلان عن خطأ الدفاع الجوي في سقوط الطائرة، أوضح أنّ "البعض أَرجع السبب إلى هجوم سيبراني أو خطأ قائد الطائرة أو نقص فنّي في الطائرة أو حدوث انفجار في داخلها، لذا كان من المفترض مراجعة مكالمات الدفاع الجوي في ضوء الفرضيّات المطروحة، وبالتالي فقد استغرق الأمر 3 أيّام للتأكّد من الموضوع".
وركّز تركي على أنّ "مشغّلي المنظومة الدفاعيّة ارتكبوا سلسلة أخطاء أدّت إلى عدم الدقّة في تشخيص نوع الطائرة، حيث تصورّوه صاروخ "كروز" مقتربًا وليس طائرة مدنيّة مبتعدة، لذا فقد قاموا باستهدافه"، مبيّنًا أنّ "فور معرفة السبب في وقوع الحادث، بادرت الأركان العامّة للقوّات المسلّحة إلى الإعلان عنه". وأفاد بأنّ "التحقيقات أثبتت وقوع أخطاء في الدفاع الجوي، وقمنا كذلك بتحميل المسؤوليّة حتّى لقادة في رتب أعلى كان من المفترض ان يقوموا بالإشراف والتوجيه والمراقبة بغية الحيلولة دون وقوع الخطأ، وهم الآن ضمن المقصّرين في الملف".
وكشف أنّه "سيتمّ قريبًا رفع الملف إلى المحكمة العسكريّة، وسيتمّ تقديم المتّهمين للمحكمة، وهناك بينهم حتّى ضبّاط من رتب عالية ومتوسّطة"، مؤكّدًا "أنّنا في المنظّمة القضائيّة للقوّات المسلّحة، عمِلنا بمسؤوليّتنا وسيتمّ تقديم جميع الأفراد الّذين اعتُبِروا مقصّرين للمثول أمام المحكمة".
يُذكر أنّ الطائرة الأوكرانية المنكوبة كان قد سقطت بعد إقلاعها بقليل من مطار "الإمام الخميني" جنوب العاصمة طهران، صباح يوم 8 كانون الثاني 2020، اثر استهدافها عن طريق الخطأ من قبل الدفاع الجوي، ما أدّى إلى مقتل جميع ركّابها البالغ عددهم 167 (أغلبيّتهم إيرانيّين) وأفراد الطاقم التسعة (أوكرانيّون).