أكّد الشيخ أحمد قبلان أن لبنان بعيشه المشترك وسلمه الأهلي وشراكته الوطنية أهم من الجميع، وأولى من الجميع. ولأنه كذلك، يجب حفظه بالسياسة. لذا، فإن العين على حكومة إنقاذ وطنية لا حكومة سفارات وعسس ليل، والمطلوب إنقاذ البلد لا تسليمه، وتعويمه لا إغراقه، وإشباعه لا تجويعه، وخاصة أن وضع الناس أصبح كارثياً. من هنا فإننا نحذّر من قنبلة "حاكم الهندسة المالية" المدوية في ما خص ترك الدولار لحيتان المال والسياسة، وهو ما يجري الآن وبطريقة مدمّرة. فلبنان اليوم يغرق بشدة وهناك في الداخل والخارج من يصرّ على إغراقه بهدف إعادة توظيفه السياسي، وهذا أمر لا يمكن أن يمرّ حتى بالخيال".
وذكّر سماحته "البعض، بأن الشيعة منذ ما قبل السلطة العثمانية والانتداب الفرنسي، كانوا جذع هذا البلد، وناسه، ومقاوميه، وجزءاً من شراكته الدينية والوطنية، سوى أن البعض محلياً ودولياً مارس بحقهم أسوأ سياسات الإقصاء في الفترتين العثمانية والفرنسية، ولذلك المطلوب من غير هذا البعض لا منهم، أن يندمج في لبنان، لأن الاندماج والتضحية والذود عن لبنان لو كان طائفة لكانت الشيعة، والاستقواء بالغرباء حديث عن المتصرفية وزمن الإمارة والاحتلال الإسرائيلي، وليس عمّن خاض غمار مقاومة تحرير لبنان، وحمايته زمن العثماني والفرنسي والإسرائيلي والتكفيري، ليحرر ويحمي لبنان من محتليه وغزاته، ويعيد الحياة للدولة والشراكة الوطنية والسلم الأهلي".
وطالب سماحته القوى السياسية أن تكون شجاعة لأخذ قرار بحكومة إنقاذ وطني بعيداً عن المراسلات الليلية والاتصالات الطنانة التي ما زالت تصر على خطوطها الحمراء بهدف استرجاع لبنان إلى المسلخ الأمريكي، وعلى طريقة إما الاستسلام السياسي أو الجوع والخراب".