منه، والمتظاهرين المطالبين برحيله منذ 29 أسبوعاً، والذين نفّذوا التظاهرات، خارقين إجراءات الإقفال العام، والقضاء الذي ما زال يتابع محاكمته بالملفات الـ3 بتهم: الفساد والاحتيال والخيانة، ما يهدّده بدخول السجن، وهو الذي لم يعتد إلا على الأضواء، لذلك ليس مُستبعداً استخدام مُناصريه والتذرّع بأنّ حياته مُهدّدة لمنع تنفيذ القانون.
لذلك، يُخشى أنْ يستنسخ نتنياهو ما جرى من أعمال شغب واستباحة الكونغرس الأميركي من قبل مُناصري الرئيس دونالد ترامب، لتعطيل العملية الديمقراطية، باستنساخ التجربة في الانتخابات العامة الإسرائيلية لـ"الكنيست الـ24، بإقدام التصرف على ذات المنوال.
وتتميّز انتخابات "الكنيست" المُقبلة، التي حُدّد لها يوم الثلاثاء في 23 مارس/آذار 2021، عن الثلاث التي سبقتها خلال أقل من عامين، بأنّها لا تستهدف شخص نتنياهو فقط، بل بتغيّر المُنافسين له، الذين يُعتبرون يمينيين مُتطرّفين أكثر منه.
ما يُضيّق "المقصلة" حول عنق نتنياهو، وتقليص احتمالات مُناوراته بأساليب الحيل التي استخدمها سابقاً، بأنّ كتل "الوسط - اليسار" تُريد التحالف مع "القائمة العربية المُشتركة"، في مُحاولة لكسب تأييد الناخب اليميني، وهو ما نجح به.
لكن في هذا الاستحقاق، لا يُمكن أنْ يتذرّع بذلك، وهو يُواجه حلفاء الأمس من أحزاب اليمين المُتطرّف الذين وقّعوا على اتفاقات الشراكة في ما يتعلّق بفائض الأصوات.
ويبرز في مُقدّمة الفريق اليميني الأكثر تطرّفاً من نتنياهو، مُنافسه على رئاسة "الليكود" سابقاً جدعون ساعر، الذي استقال من "الليكود"، وشكّل حزب "أمل جديد - الوحدة لإسرائيل"، مُحدِثاً انهياراً مُدوياً في أحد أعرق الأحزاب في الحياة السياسية الإسرائيلية، ما ترك آثاره بأنْ كرّت سبحة الاستقالات للالتحاق به، بينهم من "الليكود"، رئيس بلدية مدينة إيلات في أقصى الجنوب، الذي يشغل منصبه منذ عام 2003، ونائب رئيس بلدية أشدود غابي كنافو، وشمل الملتحقين أيضاً نوّاباً في حزب "أزرق - أبيض" وحزب "ديريخ إيريتس".
كما سُجّل تطوّر بإعلان رئيس بلدية تل أبيب رون حولدائي عن تشكيل حزب جديد، أطلق عليه "الإسرائيليين"، الذي سيستأثر بتصويت الناخبين اليمينيين، حيث انضم إليه وزير القضاء آفي نيسنكورن، بعدما تقدّم باستقالته من حزب "أزرق أبيض"، كما انضم إليه اللواء دان هرئيل.
كذلك إعلان رئيس "المُوساد" السابق داني ياتوم عن تأسيس حزب أطلق عليه اسم "المُتقاعدين الجديد" والمُتوقّع أنْ يضم: آسا كاشر، شلومو ماعوز وراشيل أديتو وآخرين.
هذا مع استمرار مُنافسة رئيس حزب "يش عتيد" برئاسة يائير لبيد، و"إسرائيل بيتنا" برئاسة أفيغدور ليبرمان، و"يميننا" برئاسة نفتالي بينت.
وأيضاً "أزرق أبيض" برئاسة بيني غانتس، الذي أكد استمراره بالحياة السياسية برئاسة الحزب، على الرغم من التشظّي الكبير الذي أصابه بدايةً عندما ائتلف مع نتنياهو لرئاسة "حكومة وحدة" عن طريق البدل لمُدّة 18 شهراً لكل منهما، قبل تفرّق "الخصمين المُتحالفين" بعد خلاف على عدم إقرار الميزانية للعامين 2020 و2021 في الموعد المُؤجّل الذي كان مُحدّداً في 23 كانون الأول/ديسمبر 2020، والذي انسحب أيضاً باستقالة عدد من نوّاب الحزب بينهم نيسنكورن، الذي كان يشغل منصب وزير القضاء، وهي إحدى النقاط الأساسية التي فاقمت الخلافات بين نتنياهو وغانتس، حيث سيتولّى الأخير حقيبة القضاء للفترة المُقبلة.
كما استقالة وزير الخارجية غابي أشكنازي، الذي رفض عروضاً للإلتحاق بأحزاب أخرى، ففضّل الابتعاد عن الحياة السياسية، وكان يتمنّى على الأحزاب المُنافِسة لنتنياهو تشكيل كتلة واحدة لمُواجهته.
كما أعلنت وزيرة المُساواة الاجتماعية ميراف كوهين استقالتها وانضمامها إلى حزب "يش عتيد" برئاسة لبيد.
كذلك هناك حزب "ميرتس"، الذي تخلّى عن رئاسته عمير بيرتس، والذي سيترأسه نيتسان هوروفيتش.
وركّز على إعادة تشكيل لائحته من مُمثّلي المُجتمع العربي بهدف تأمين أكبر عدد من المقاعد، التي توزّعت في الانتخابات السابقة بين "أزرق أبيض" و"الحركة الإسلامية" برئاسة منصور عباس.
تبقى "القائمة العربية المُشتركة"، التي عليها تجاوز الخلافات ما بين مُكوّناتها الأربعة، وخوض الانتخابات بقائمة مُشتركة لضمان أفضل تمثيل، لأنّها ستحتاج إلى الأصوات في معركة الصوت الفاصل.
في ضوء استطلاعات الرأي، فقد أعطت "الليكود" 28 مقعداً، أحزاب الحريديين: "شاس" 8 و"يهدوت هتوراة" 7، ما يُعطي المُعسكر المُؤيّد لنتنياهو 43 مقعداً.
فيما الأحزاب التي يجمعها استهداف نتنياهو منحتها الاستطلاعات: "أمل جديد" 18، "يش عتيد" 14، "الإسرائيليين" 6 و"إسرائيل بيتنا" 7.
هذا الائتلاف يُمكنه أنْ يحصل على 45.
يبقى حزب "يميننا"، الذي منحته الاستطلاعات 13 مقعداً، وكان سابقاً يُؤيّد نتنياهو، لكن رئيسه بينت يطمح إلى المُنافسة على تشكيل الحكومة، وقد يتحالف مع "أمل جديد" برئاسة ساعر، عندها يُصبح هذا الائتلاف مُؤيّداً من 58 صوتاً.
"أزرق أبيض" 4 برئاسة بيني غانتس و"ميرتس" 5 برئاسة نيتسان هوروفيتش.
هذا يعني أنّ هذا التحالف بإمكانه جمع 67 صوتاً ما يُمكنه تشكيل الحكومة من دون "الليكود".
وإذا لم يتم هذا التوافق، تبقى الحاجة إلى "القائمة العربية المُشتركة" برئاسة أيمن عودة، التي أعطتها الاستطلاعات 10 مقعداً، لتبقى "بيضة القبان".