قطعت أحزاب اليمين المُتطرّف في الكيان الإسرائيلي، الطريق على رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو لتوقيع اتفاقات تبادل فائض الأصوات في انتخابات "الكنيست" الـ24، التي ستُجرى يوم الثلاثاء في 23 آذار/مارس 2021.
باستطاعة هذه الأحزاب أنْ تفوز بأكثر من 61 صوتاً، ما يُمكّنها من تشكيل حكومة دون مُشاركة حزب "الليكود"، لتكون المرّة الأولى منذ سنوات عدّة.
فقد وُقِّع اتفاق بين حزب "أمل جديد" برئاسة جدعون ساعر وحزب "يميننا" برئاسة نفتالي بينيت لتقاسم فائض الأصوات.
كما وُقِّع اتفاق بين رئيس حزب "يش عتيد" يائير لبيد ورئيس حزب "إسرائيل بيتنا" أفيغدور ليبرمان.
فيما يتوجّه رئيس حزب "الإسرائيليون" رون حولداني إلى توقيع اتفاق تبادل فائض الأصوات مع حزب "بيريتس" الذي سيترأسه نيتسان هوروفيتش، بعد تخلّي عمير بيريتس عن رئاسته.
بينما يتجدّد الاتفاق دائماً بين الأحزاب الدينية المُتشدّدة الحريديين: "شاس" و"يهدوت هتوارة" قائماً كما في كل انتخابات.
لذلك، فإنّ "الليكود" لن يجد حزباً رئيسياً يُوقّع معه لتقاسم فائض الأصوات.
هذا يعني أنّه في ظل استطلاعات الرأي، فإنّ فرص نتنياهو لتشكيل الحكومة تتراجع، بعدما أعطت الاستطلاعات "الليكود" 27 مقعداً، "شاس" 8 مقاعد، "ويهودت هتوارة" 7 مقاعد، ما يعني أنّ هذا التحالف سيتمكّن من الحصول على 42 مقعداً.
بينما أعطت الاستطلاعات "أمل جديد" 17 مقعداً، "يش عتيد" 13 مقعداً، "إسرائيل بيتنا" 7 مقاعد، "الإسرائيليين" 5 مقاعد، "أزرق أبيض" برئاسة بيني غانتس 4 مقاعد، "ميريتس" 4 مقاعد - أي ما مجموعه 50 مقعداً.
يبقى حزب "يميننا" الذي أعطته الاستطلاعات 14 مقعداً، وهو كان حليفاً سابقاً لنتنياهو، لكن في هذه الانتخابات وقّع تبادل فائض الأصوات مع "أمل جديد" ومصلحته تشكيل حكومة مع ساعر ولبيد، وبالتالي فإنّ ائتلافه معهما يعطيهم إمكانية نيل أكثر من 61 مقعداً، ما يُمكن هذا الائتلاف تشكيل الحكومة.
وفي هذه الانتخابات، فإنّ عضو الكنيست عن "يميننا" سموتريتش، قرّر الانشقاق عن "يميننا" وتشكيل حزب مُستقيل سيكون إلى جانب نتنياهو، يتوقع حصوله على 4 مقاعد، وهذا يرفع العدد إلى 46 مقعداً.
في المُقابل، فإنّ تركيز نتنياهو هو على كسب الوقت، لقطف ثمار اللقاح ضد فيروس "كورونا" الذي استفاد منه بتلقّي جرعتين حوالى ربع مليون شخص.
وأيضاً للتهرُّب من المُحاكمة بـ3 ملفات قضائية بتهم: الفساد، الاحتيال والخيانة.
يسعى نتنياهو إلى تطيير مُحاكمته، التي قرّرت "المحكمة المركزية" في القدس المُحتلة، أمس (الإثنين) تأجيلها إلى يوم الاثنين في 8 شباط/فبراير المُقبل، بدلاً من الموعد الذي كان مُقرّراً غداً (الأربعاء)، بذريعة الإجراءات المفروضة بفعل جائحة "كورونا"، بعدما أُجّلت الخميس الماضي بسبب ذلك.
وتوجّه مُحامو نتنياهو إلى "المحكمة المركزية" لتأجيل مُحاكمته شهراً واحداً، للرد رسمياً على الاتهامات التي وُجّهت إليه في 24 أيّار/مايو 2020 إلى ما بعد الانتخابات المُقبلة، وهو يُمنّي النفس التمكّن من تشكيل حكومة وتعيين وزير عدل جديد ونائب عام جديد لتجنّب مُحاكمته.
في غضون ذلك، يسعى "الليكود" إلى تعزيز وضعه على مُستويات عدّة، داخل الشارع الروسي، للاستفادة من أصوات الناخبين المُهاجرين الروس، خاصة من هم بمُواجهة "الحريديين".
أيضاً، ترشيح عربي في مكان مقبول في اللائحة لكسب أصوات الناخبين العرب، ما يُعطي "الليكود" ترجيحات بمقعدين في الوسط العربي.
وقرّر "الليكود" الاستجابة، لمطلب نتنياهو بإلغاء الانتخابات التمهيدية، وضمان 6 مقاعد في قائمة الحزب لمُرشحين، نيابة عنه.
وتُركّز الأحزاب على استمالة أصوات الناخبين العرب، في ظل التشرذم الحاصل في "القائمة العربية المُشتركة" برئاسة أيمن عودة، التي أعطتها الاستطلاعات 10 مقاعد.
من اللافت في هذه الاستحقاق، التحرّك لتشكيل حزب عربي - يهودي لخوض الانتخابات برئاسة محمّد دراوشة، تحت اسم "معاً"، بعنوان: "جئنا لتمثيل مصالح المُواطنين العرب في دولة إسرائيل"، وببرنامج اجتماعي - اقتصادي يهدف إلى مُعالجة المشاكل للمُجتمع العربي.