لم تكن مجموعة "النشرة" بعيدة عن فيروس كورونا المستجدّ الذي يهدّد البشرية جمعاء، حيث تعرض بعض الزملاء إلى الإصابة، لا سيّما في الفترة الماضية حيث انتشر على نطاق واسع داخل الأراضي اللبنانية، إلا أنّ التجربة كانت مختلفة بين الزملاء، حيث هناك من عوارض صعبة بينما هناك من لم تتجاوز العوارض لديه الأنفلونزا العادية.
في هذا التقرير، سننقل مجموعة من التجارب لتشجيع المواطنين على الإلتزام بالإجراءات الوقائيّة، نظراً إلى أنه ليس من الطبيعي بقاء من لا يصدق وجود الفيروس أو يتعامل معه بإهمال، دون إدراك الخطر الذي يشكّله، بالرغم من تزايد الإصابات على نحو كبير، في حين الواقع الصحي في البلاد بات صعباً جدداً، بسبب النقص الفادح في التجهيزات.
في هذا السياق، يشير الزميل في "النشرة" حسن حيدر إلى أنه عانى من عوارض صعبة في يوم واحد فقط، مع العلم أنه لم يكن يعلم بإصابته إلا بعد ظهور العوارض على أحد أفراد أسرته، ويلفت إلى أنّه تمكن من تجاوز هذه المحنة بفضل الدعم الذي حصل عليه من أسرته وأصدقائه، ويؤكد على أهميّة الدعم المعنوي في هذه المرحلة.
بدوره، يوضح الزميل في الـ"سبورت" صفوان الشامي أنه في الأيام الأولى ظنّ أنه مصاب بالأنفلونزا لا أكثر، نظراً إلى تشابه العوارض مع الكورونا، حيث كان قد مرّ بالعوارض نفسها قبل ذلك، لكن بعد مرور 3 أيام أجرى فحص الـPCR الذي أثبت إصابته بالفيروس، إلا أنّه يشير إلى أن العوارض الصعبة كانت قبل أن يعلم بإصابته.
التجربة لم تكن سهلة بالنسبة إلى الزميلتين في "تلفزيون النشرة" ستيفاني راضي وفي قسم المونتاج آية جعفر، حيث تشير الأولى إلى أنها كانت مخالطة لأحد الأشخاص الذين أصيبوا بالفيروس، الأمر الذي دفعها إلى حجر نفسها سريعاً بإنتظار إجراء الفحص مع العلم أنها لم تكن تشعر بأيّ عوارض، بالإضافة إلى إعلام الأشخاص الذين كانت قد خالطتهم، مع الإشارة الى أن العدد لم يكن كبيراً نظراً إلى أنها كانت تتّخذ كل الإجراءات الإحتياطية اللازمة.
وتلفت راضي إلى أنها بعد إجراء الفحص بدأت عندها العوارض، وتشير إلى أنها كانت قد تحضّرت نفسياً قبل معرفة نتيجة الفحص، نظراً إلى أنها كانت المرة الأولى التي لم تضع فيها الكمّامة منذ 21 شباط الماضي، واصفة الأمر بالقول: "وكأنّ الفيروس ينتظرنا على الكوع، الأمر الذي يفترض بأي شخص عدم إهمال الموضوع ولو للحظة واحدة".
الأمر نفسه ينطبق على جعفر، حيث تؤكّد أن العوارض لم تكن سهلة لا سيما في الأيام الأولى من الإصابة، وتشير إلى أنها في البداية لم تصدّق إصابتها بالفيروس، لكنها بعد تجاوز الصدمة شعرت بالقلق من إمكانيّة أن تنقل العدوى إلى أهلها أو من إحتمال إضطرارها إلى دخول المستشفى، إلا أنّها حصلت على الدعم النفسي الضروري من قبل أفراد أسرتها، الذين تولّوا الإهتمام بها وتأمين حاجياتها طوال فترة الحجر، بالإضافة إلى إعتمادها على وسائل التواصل الإجتماعي للتواصل مع بعض الأشخاص الذين كانوا يشجّعونها على مواجهة الفيروس.
على الصعيد العملي، يوضح حيدر أن الصعوبات التي واجهها تتعلق بضعف سرعة الإنترنت في لبنان، حيث استمرّ في العمل من منزله خلال فترة إصابته، بينما كان أحد أشقّائه يتولّى تأمين حاجيات المنزل، ويشدّد على أهميّة الالتزام بالتدابير الوقائيّة رغم أنّ الإصابة من الممكن أن تحصل في أيّ لحظة بسبب إهمال الكثيرين، حتى ولو كان الشخص يأخذ كل الإحتياطات اللازمة.
أما الشامي فيشدد على أن الأهم في المرحلة الصعبة كان الدعم النفسي الذي حصل عليه من قبل الأصدقاء والأهل والزملاء في العمل، ويدعو المواطنين إلى عدم التهاون في التعامل مع الفيروس، نظراً إلى أولوية الصحّة على أيّ أمر آخر، ويطلب من المُهْمِلين أن يتعلّموا من تجربة الآخرين الذين سبق لهم الإصابة بالكورونا.
وعلى الرغم من مرور 12 يوماً على نتيجته السلبيّة، يلفت الشامي إلى أنه لا يزال يعاني من بعض العوارض، التي لا يستطيع أن يجزم إن كانت تعود إلى أمر نفسي أم لا، منها بعض الصعوبة بالتنفّس وعدم إستعادة حاسّة الشم بشكل كامل.
بالنسبة إلى العوارض الصعبة، تشير راضي إلى أنّها شعرت بها جميعها، من الحرارة إلى آلام الخاصرة والرجلين وعدم القدرة على التركيز والدوار، وتلفت إلى أنّها في اليوم الثاني من الإصابة اضطرت إلى دخول المستشفى، حيث تلقّت العلاج في الطوارئ بسبب عدم توفّر أسرة شاغرة، في حين أنّها فقدت حاستي الشمّ والتذوّق بعد اليوم الخامس، وتوضح أنه لم يتمّ التواصل معها من قبل أيّ جهة رسميّة، في حين هي تواصلت مع بعض الأطبّاء للتأكد من أن الأدوية التي تتناولها هي الصحيحة.
أما جعفر، فتشير إلى أنها، بالإضافة إلى بعض الفيتامينات التي كانت تتناولها، كانت تحرص على القيام بالأنشطة التي تعطيها طاقة إيجابيّة، نظراً إلى أنّ التعامل مع الأزمة بسلبيّة له تداعيات خطيرة قد تكون أصعب من الفيروس نفسه، في حين أنها لم تواجه أيّ صعوبة على مستوى العمل، بسبب تفهّم زملائها لهذا الواقع، وبالتالي لم يشكل الأمر عامل ضغط عليها.
في المحصّلة، هذه تجربة بعض الزملاء الذين مرّوا بهذه التجربة الصعبة، على إختلاف العوارض التي شعروا بها، وتؤكد بأنّ الفيروس ينتظر أيّ "غلطة" من الممكن أن يرتكبها أيّ شخص على مستوى الإجراءات الوقائيّة، الأمر الذي من المفترض أن يدفع أيّ شخص إلى الإلتزام بها بالحدّ الأقصى، لحماية نفسه أولاً وأسرته ومحيطه ثانياً.