يُحاول رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الهروب من المآزق المُتعدّدة التي يُواجهها، نحو إيجاد ملاذ يُساعده في كسب المزيد من الأصوات في الانتخابات العامة لـ"الكنيست" الـ24، التي تُجرى يوم الثلاثاء في 23 آذار/مارس المُقبل.
وإذ استخدم نتنياهو في الانتخابات الـ3 التي جرت خلال أقل من عام واحد، التفاخر بطروحاته اليمينية وتحريضه ضد الفلسطينيين الذين يحملون الجنسية الإسرائيلية، فإنّ هذا
السلاح لن يُجدي نفعاً في هذا الاستحقاق.
لن يتمكّن أكثر رؤساء الوزراء في الكيان الإسرائيلي حُكماً، مُتفوّقاً على مُؤسِّس الكيان ديفيد بن غوريون، من استخدام الشعارات ذاتها.
المُنافسون هم من اليمين الأكثر تطرّفاً من نتنياهو، وفي طليعة هؤلاء: مُنافسه سابقاً على رئاسة "الليكود" جدعون ساعر، الذي انشق عن الحزب وشكل حزب "أمل جديد"، "يميننا" برئاسة نفتالي بيني، "يش عتيد" برئاسة يائير لبيد، "إسرائيل بيتنا" برئاسة أفيغدور ليبرمان، "أزرق أبيض" برئاسة بيني غانتس و"الإسرائيليين" برئاسة رون حولداني.
هؤلاء يُشكّلون تحالفاً يرتكز على مصلحتهم المُشتركة بمُواجهة نتنياهو، حيث تُشير استطلاعات الرأي إلى إمكانية نيل هذا التكتّل ما يفوق 61 مقعداً، ويُتيح له تشكيل حكومة من دون مُشاركة "الليكود".
هذا يعني أنّ نتنياهو لن يستفيد من التحريض على الناخبين الفلسطينيين في الأراضي المُحتلة منذ العام 1948، لذلك فإنّه في هذا الاستحقاق سيُغيّر من خطّته، بـ"التملّق" في
مُحاولة لكسب أصواتهم، ويتمحور ذلك من خلال:
- التوجّه إلى حثِّ الناخبين العرب على أهمية المُشاركة في الانتخابات، لأنّهم جزء من "دولة إسرائيل".
- حث المُواطنين على تلقّي اللقاح ضد فيروس "كورونا".
- ضم أسماء عربية وزانة في لائحة "الليكود"، وضمان أماكن مُتقدّمة في الترتيب، وفي طليعة هولاء رئيس بلدية الناصرة علي سلام.
- التحريض على "القائمة العربية المُشتركة" واتهامها "بفقدان ثقة الجماهير العربية"، والعمل على شق وحدتها التي تجلّت في الانتخابات الأخيرة، حيث استطاعت نيل 15 مقعداً، وهو نجح حتى الآن في إحداث شرخ داخلها، من خلال استمالته "القائمة العربية المُوحّدة" (قائمة الحركة الإسلامية الجنوبية) برئاسة عضو "الكنيست" منصور عباس، التي تتمثّل حالياً بـ4 مقاعد.
- زيارة المناطق ذات الغالبية الفلسطينية، حيث حطَّ الرحال مساء أمس (الأربعاء) في
بلدية الناصرة.
وقد ووجِهَتْ زيارة نتنياهو بتظاهرات رافضة لها، قابلتها شرطة الاحتلال بمُمارسة القمع والاعتداء على المُتظاهرين، واعتقال عدد منهم، بينهم الأمين العام لـ"التجمّع الوطني الديمُقراطي" مصطفى طه، قبل إطلاق سراحه.
حمل المُتظاهِرون الإعلام الفلسطينية، وشعارات، منها: الناصرة فلسطينية وطنية... كانت وستبقى، يكفي الناصرة وباء "كورونا" ولا حاجة لتلويث نتنياهو، الناصرة تُكنّس الأحزاب الصهيونية، نتنياهو المُحرّض الأكبر... لا أهلاً ولا سهلاً، لا مكان لخدّام "الليكود" وأمثاله فيها، نتنياهو وحكومته هم المسؤولون الحصريون عن تفشّي العنف والجريمة بالوسط العربي.
وعلّق نتنياهو على التظاهُرات التي استقبلته في الناصرة، قائلاً: "إنّ تظاهرات "القائمة المُشتركة" دليل على اليأس، لديهم سبب لليأس، هم يرون الدعم المُتزايد لي ولـ"الليكود" في المُجتمع العربي".
وتوجّه نتنياهو إلى الناخبين العرب بالقول: "أنا مُتحمّس لرؤية التغيير الهائل الذي يحدث في المُجتمع العربي تجاهي وتجاه "الليكود" تحت قيادتي. مُواطني "إسرائيل العرب"، أنتم تنضمّون إلى "الليكود" لأنّكم تريدون أنْ تنضمّوا أخيراً إلى حزب حاكم، حزب له قيادة قوية وقوّة ورغبة في جلب مُستقبل من الاندماج والازدهار والأمن معكم ومن أجلكم".
انتخابات "الكنيست" المُقبلة تُجرى في ظل عوامل مُتعدّدة، سياسية، وديمغرافية أدّت إلى نحو المُجتمع الإسرائيلي إلى اليمين، وتلاشي دور أحزب اليسار التاريخية وفي طليعتها حزب "العمل"، الذي أشارت استطلاعات الرأي إلى أنّه لن يتمكّن من تجاوز نسبة حسم الأصوات!