اشار عضو الهيئة الشرعية في المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى العلامة الشيخ قاسم قبيسي في كلمة شهر جمادي الثاني، الى انه "تمر الأيام والليالي ومازال الإنسان هو محور الحياة والمقصد الأول في الأحداث، وعليه تدور حركة الوجود ومن دونه لا قيمة للحدث حيث أنه به تعمر الدنيا ومنه الخراب وهنا تثقل المسؤولية عليه وتتمحور حوله التساؤلات، ماذا هو صانع وكيف يمكن أن يغير الواقع؟".
واعتبر العلامة قبيسي انه "مما لا شك فيه أنّا نمر بمرحلة دقيقة تكاد تغير وجهة الإنسان وتصيغ مستقبلا يختلف عن ماضيه، ولا بد لنا أن نستفيد من هذا التغيير لما هو أفضل وأصوب للحياة في ظل المتغيرات الوجودية التي نمر بها سواء على المستوى الإجتماعي أو السياسي أو حتى المذهبي في كثير من الأحيان، فالواجب يحتم علينا أن نحسن الأداء في ظل كل هذه الأحداث حتى لا نسمح لها أن تتجلى بواقع مرير يغير النفوس والقلوب الى شئ جديد لا يمت الى الحقيقة بصلة، وهنا يكون الآخر قد إستطاع تحقيق ما يريد".
واوضح بان "الكل يعمل على تغيير المبادئ التي بُني عليها بني البشر من المحبة والنظر الى الأخر على أساس أنه شريك يُحترم في كل مجالات الحياة سواء كنّا نتفق معه أو نختلف، فهو جزء من هذه المنظومة الإجتماعية الجميع بحاجة للجميع للحفاظ على هذا التنوع والتعدد الذي قامت عليه البشرية. ومن هنا يجب على أولي الأمر الذين يسوسون البلاد والعباد أن يعلموا أنهم لا يستطيعون إلغاء هذا التنوع القائم وسوق الجميع بتوجه واحد يحكم الجميع أو يتحكّم به، فالإنسان خلق حراً له حق التفكير والإختيار وحق تقرير المصير فلا يحق لأحد أن يفرض عليه ما لا يراه".
اضاف العلامة قبيسي قائلا "نحن اليوم نمر بمنعطف خطير يحتاج الى بعض الرؤوس الحامية أن تهداء وتتواضع أمام الأراء المتعددة التي يتركب منها هذا المجتمع، وكل منّا له حق بيان رأيه لا فرضه بقوة العضلات تارة وبقوة رغيف الخبز تارة أخرى، أصحاب المبادئ يعملون على بيان ما يريدون إنطلاقاً من قوله تعالى "وادعو الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة".