انها الأيام السبعة الحاسمة في تاريخ الولايات المتحدة الأميركية، وقد تكون الأخطر على الإطلاق.. فالخطورة لا تقف عند حدّ تحذير مكتب التحقيقات الفيدرالي اول امس الإثنين من مظاهرات مسلّحة قُبيل تنصيب جو بايدن في العشرين من الجاري، مُنبّها من معلومات تلقّاها حيال عزم مجموعة مسلّحة السّفر الى واشنطن يوم السبت القادم لإحداث " انتفاضة ضخمة" اذا تمّ تفعيل التعديل لعزل ترامب، وما سيليه من سيناريو اقتحام للمباني الفيديرالية والمحاكم، بل انّ انباء تمّ تسريبها نقلت عن احد الضبّاط الإستخباريين الحاليين، وآخرين سابقين، تقاطعت معلوماتهم حيال امكانية حصول عمليّات اغتيال قد تطال نوّابا في الحزب الديموقراطي، فيما لم يستبعد آخرون ان تطال "شخصيّة رئاسيّة" دون تحديدها.
وفي وقت تدور علامات استفهام عديدة حول ما يمكن ان يلجأ اليه ترامب في الأيام الإخيرة المتبقية من عمر ولايته، بدا واضحا انّ طهران تجهّزت الى الحدّ الٌأقصى ترقّبا لأي سيناريو معادي مرتقب، ربطا بإمكانيّة هروب الأخير الى الأمام إثر الأزمة الداخليّة الخطيرة التي تسبّب بها بعد واقعة "غزوة" الكونغرس الشهيرة، وسط تواتر تقارير اميركية كشفت انّ التطورات المُرتقبة "السّاخنة" لن تنحصر في الداخل الأميركي، "بل انّ مؤشرات تدلّ على حدث دراماتيكي خطير" قد يدقّ ابواب السعودية ردّا على تحضيرات تجري داخلها على قدم وساق يقوم بها وليّ العهد لتنصيب نفسه ملكا قبل اعلانه تطبيع المملكة "الوشيك" مع اسرائيل!
التقارير التي استندت الى معلومات احد كبار الضباط السعوديين السابقين في المنفى، والذي اكد انّ خطّة الإطاحة بحكم الملك سلمان و"الإطباق" على وليّ عهده بدأ العمل بها منذ شهر تموز الماضي، وتتضمّن اصحاب رتب عسكرية رفيعة من ابناء الجزيرة العربية وعشرات الأمراء، كشفت انّ الأحداث الأميركية المرتقبة قد لا تقلّ خطورة عمّا ينتظر العائلة المالكة في السعودية،" وقد يحصل اخطرُها على ابواب البيت الأبيض"!
بعد تحذير مكتب التحقيقات الفيديرالي من مظاهرات مسلّحة قد تسبق تنصيب جو بايدن، وتنبيهه من "انتفاضة ضخمة" في حال تمّ تفعيل التعديل الدستوري لعزل ترامب، سارع قائد الحرس الوطني الجنرال دانيال هوكانسون تكليف الحرس تعبئة نحو 15 الفا من القوات لدعم تنصيب بايدن، على وقع ما كشفته شبكة "فوكس نيوز" الإخبارية، ومفاده انّ شرطة الخدمة السرّية تُحقّق في تهديدات بالقتل تلقّاها نائب الرئيس مايك بنس بعدما رفض الإذعان لأوامر ترامب بعرقلة التصويت على فوز جو بايدن خلال انعقاد جلسة الكونغرس.
وما زاد من خطورة هذه التهديدات، ما دوّنه المحامي لين وود في تغريدة تقول " جهّز فرقة الإعدام، مايك سيذهب اولا"، ما حدا بالمتحدّث باسم الخدمة السريّة الى تأكيد انّ الوكالة تأخذ كلّ التهديدات على محمل الجدّ.. الا انّ التهديدات على ما يبدو ليست موجّهة حصرا الى مايك بنس!
ففيما كشف موقع "هافينغتون بوست" عن ما اسماها "مخططات لتنفيذ مؤامرة كبرى من قِبل انصار الرئيس المنتهية ولايته لمنع تنصيب بايدن رئيسا في العشرين من الجاري، وتتضمّن عمليّات اغتيال ضدّ نوّاب ديموقراطيين، نقل الباحث الأميركي تيموتي الكسندر غوزمن عن مصدر وصفه ب"الموثوق" في مكتب التحقيقات الفيديراليّ، اشارته الى انّ " شبح عمليّة اغتيال الرئيس الأميركي جون كينيدي، يحوم مرّة اخرى الآن في سماء الولايات المتحدة.
يكاد كبار المراقبين والخبراء والمحللين العسكريين الأميركيين، يُجمعون على خطورة ما آلت اليه الأوضاع في الولايات المتحدة، خصوصا بعد "غزوة" الكونغرس من قِبل ميليشيات ترامب.. فالأمور التي كان مُستبعدٌ حصولها في البلاد قبل انتخاب ترامب رئيسا، باتت تؤخذ بجدّية قصوى خلال عهده.. وما بعده!.. هذا قبل ان تكشف صحيفة "ديلي ميل" البريطانية اليوم، انّ ترامب غادر واشنطن مصطحبا معه الحقيبة النووية، وأوضحت انّ عناصر من" فريق عسكري" شوهدوا وهم ينقلون الحقيبة "الخطيرة، وهم مسلّحون بمسدسات من نوع "بيريتا" ولديهم اوامر بإطلاق النار على ايّ شخص يحاول القرب منها!
وهذا ما حذّرت منه رئيسة مجلس النوّاب نانسي بيلوسي يوم الجمعة الفائت، حين طالبت ب"منع القائد الأعلى للجيش الأميركي من اصدار الأوامر لتحرّكات عسكريّة او شنّ ضربة نووية"!.. وهنا تبرز خطورة "حصريّة" قرار كهذا بيد رئيس كدونالد ترامب ووزير حربه!
بيقى السؤال الملحّ الآن:" هل انكفأ ترامب عن نيّة توجيه ضربات ضدّ ايران بعد "غزوة" الكونغرس وتداعياتها السّلبية عليه؟ ام انّ "حشره في الزاوية" قد يدفعه للهروب الى الأمام، وترجمة تهوّره نحو المغامرة بالتحرّش عسكريّا بإيران ربطا بعقليّته المتهوّرة وغير المتّزنة التي لا تتقبّل الخسارة؟ مع العلم انّ اللجوء الى عزله سيُشعل فتيل مواجهات عنيفة في الولايات المتحدة.
طهران التي تأخذ كلّ الإحتمالات في حسبانها طالما انّ ترامب لم يخرج بعد من البيت الأبيض، وجّهت اليه رسائل "من العيار الثقيل" على متن مناورات عسكرية ضخمة متتالية، استكملتها اليوم بإطلاق مناورات "اقتدار" البحريّة في بحر عُمان، توّجتها بانضمام بارجتَي "مكران"- اكبر سفينة عسكرية الى اسطول القوّة البحريّة للجيش الإيراني، و"زره" القاذفة للصواريخ، بعدما ازاحت الأسبوع الماضي السّتار عن مدينة الصواريخ البحرية التابعة للحرس الثوري تحت الأرض، مسبوقة بمناورة ضخمة شملت تدريبات لمئات الطائرات المسيّرة.. في مشهد فاجأ الجميع!
يأتي ذلك تزامنا مع جهوزية قصوى لسائر حلفائها في المنطقة-بحسب ما تؤكد معلومات مستقاة من مصادر روسيّة وغربية، "حيث ستبرز "المفاجأة المدويّة"من حركة "انصار الله" اليمنيّة، وحزب الله في لبنان، في حال باغت ترامب ايران بهجمات على منشآت نووية وحيويّة-وفق ما نقل مصدر في صحيفة "اندبندنت" البريطانية، عن ما اسماه "ضابط كبير في وكالة الإستخبارات الأميركية، مرجّحا تجهُّز حزب الله لحدث كبير قد يمثّل"زلزالا" في الأجهزة الأمنية والإستخبارية "الإسرائيلية"، ردّا على معطيات تشي ب"عمل ما" قد يتضمّن ضربات جوّية خاطفة على اهداف محددة في لبنان!
وعليه، قد يكون مبرّرا ان لا تقتصر خطورة تداعيات "غزوة" الكونغرس على الداخل الأميركي، سيّما انّ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بمعيّة السعودية، يضغطان باتجاه تمرير ما اسمته مواقع اخبارية عبريّة" حربا خاطفة ضدّ العدوّ" قبيل خروج ترامب من البيت الأبيض. وما رشح عن اللقاء "السرّي" الذي جمع وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو برئيس الموساد يوسي كوهين في واشنطن اوّل امس الإثنين، الذي تخلّله التنسيق بين الجانبين حيال الغارات الجوية "الإسرائيلية" التي استهدفت امس الحدود السورية- العراقية.. ليس على الأرجح "البند اليتيم" الذي تمّ الإتفاق عليه في لقائهما السريّ!
بحسب معلومات موقع "نيوز ري" الرّوسي، فإنّ احد اهمّ الموانئ الإسرائيلية سيكون في دائرة الإستهداف دون تحديده، مرجّحا –نقلا عن مصادر عسكرية "دقيقة" في تل ابيب، حصول حدث "خارج التوقعات" في البيت الأبيض، من دون استبعاد ان تنفّذ طهران عمليّة الإنتقام لسليماني في الدقائق الأخيرة من ولاية الرئيس دونالد ترامب!