أطلقت الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية مشروع "تمكين النساء في صنع القرار المحلي" الذي تنفذه بالشراكة مع البرنامج الإقليمي لـ GIZ "تمكين النساء في صنع القرار في الشرق الأوسط" LEAD المموّل من الحكومة الألمانية، وذلك خلال لقاء افتراضي بدعوة من السيدة كلودين عون رئيسة الهيئة الوطنية.
ولفتت الهيئة إلى أن "مشروع "تمكين النساء في صنع القرار المحلي" يتضمن مكونين أساسيين: الأول مشروع "التوجيه" الذي يهدف الى تمكين وتثبيت القدرات والمهارات السياسية للنساء المنتخبات في المجالس البلدية بصفتهنّ "مستفيدات من مشروع التوجيه" وذلك بدعم من "الموجِهات" صاحبات الخبرة في العمل السياسي، والثاني الذي يهدف إلى متابعة توصيات التدقيق التشاركي للمساواة بين الجنسين في كل من بلديتي جزين وصيدا".
من جهتها، شددت عون على أنه "لطالما سعت الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية إلى زيادة نسبة مشاركة النساء في العمل السياسي وصنع القرار على جميع المستويات. فهذه كانت أولويّة وردت ضمن أهداف استراتيجية المرأة في لبنان منذ العام 2011، وهي اندرجت ضمن الخطة الوطنية لتطبيق قرار مجلس الأمن الرقم 1325 حول المرأة والسلام والأمن".
وأكدت أنه "ممّا لا شكّ فيه، أن تقدماً ملحوظاً سجّل في هذا المجال على صعيد مشاركة النساء في العمل الوزاري، إذ ضمّت حكومة تصريف الأعمال الحالية، ست سيدات وزيرات من أصل 20 وزيراً، كما سجلت خطوات إيجابية عديدة على صعيد التعيينات القضائية والإدارية والديبلوماسية التي تم إقرارها خلال العامين السابقين حيث وصلت نسبة السيدات في الجسم القضائي إلى ما يقارب ال 50% ونسبة عدد الموظفات من الفئة الأولى في الإدارات إلى 32% ونسبة عدد الديبلوماسيات في السلك الخارجي إلى حوالي 38%".
كما أشارت إلى أنه "التقدم ظلَّ ضئيلاً في الهيئات التمثيلية على الصعيد الوطني، في البرلمان حيث لم يتعد عدد الفائزات في الانتخابات النيابية الأخيرة ست برلمانيات من أصل 128 وفي الانتخابات البلدية التي جرت في العام 2016 حيث لم تبلغ نسبة الفائزات في المجالس البلدية سوى نسبة 5.6% من المجموع".
وشددت على أنه "انطلاقا من هذه المعطيات تعير الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية اهتماماً خاصاً لتقوية مشاركة المرأة في العمل البلدي، علماً أن المجالس البلدية تشكل الدائرة التمثيلية الأولى التي يعبر من خلالها المواطنون/ات عن خياراتهم، وهي الدائرة التي تتيح لهم المشاركة فعلياً في إنماء بلداتهم ومناطقهم. من هنا ندرك أهمية مشاركة النساء في العمل البلدي، إذ يتوجب عليهن كمواطنات أن يساهمن أسوة بالمواطنين في العمل على تطوير بلداتهن ورفع مستوى قدرات سكانها؛ ذلك علماً أنه ثَبُتَ عالمياً أن المشاريع الإنمائية تبقى دون جدوى، على أرض الواقع، إن لم تشارك النساء في تصميمها وفي تطبيقها".
بموازاة ذلك، أعلنت عون أن "الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية تطلق اليوم بالشراكة مع GIZ، مشكورة على تعاونها الدائم، مشروع "تمكين النساء في صنع القرار المحلي "، ويندرج هذا المشروع في إطار البرنامج الإقليمي LEAD المموّل من الحكومة الألمانية، الذي تنفّذه GIZ في عدد من بلدان المنطقة العربية، لدعم مشاركة النساء في صنع القرار"، موضحةً أن "مشروعنا يتميز بأنه مشروع غير تقليدي من حيث تنوع المنهجيات التي يعتمدها".
وأضافت "فبغية التوصل إلى الهدف المنشود وهو زيادة عدد النساء في المجالس البلدية، يسعى هذا المشروع إلى مساعدة النساء الناشطات في هذه المجالس على النجاح في عملهن البلدي وعلى إبراز هذا النجاح في البلديات نفسها ولدى الناخبين في البلدة. لهذه الغاية تضمنت خطته نشاطات عدة تتميز بتنوعها. فشملت مثلاً برامج لتنمية قدرات المشاركات في العمل البلدي كما تضمنت توفير الدعم التقني لبلديتيّ صيدا وجزين اللتين سبق أن شاركتا في مسار تدقيقي من منظور النوع الاجتماعي، لسياساتها، بغية مساعدتهما على رسم خطط عملها المستقبلي."
كذلك أفادت عون بأن "هذا المشروع يتميز بأنه لا يكتفي، لرفع قدرات المشاركات من أعضاء البلديات، بتأمين الجلسات التثقيفية وتوفير المدربين بل تَضَمَّن أيضاً متابعة عمل كل من المشاركات من جانب "موجهة" mentor خبيرة تقدم لعضو البلدية الدعم وتساعدها على حل الصعوبات عندما تصطدم بها. اسمحوا لي هنا أن أحيِّي السيدات اللواتي تقدمن للمساهمة في هذا المشروع بوضع خبراتهن في خدمة السيدات في بلدياتنا. إن هذه المبادرة تعبر عن حسّ رفيع بالمسؤولية الاجتماعية وعن الروح التضامنية التي يتحلَّين بها، وكم نحن بحاجة إلى هذه الروح، في المرحلة الصعبة التي يمر بها بلدنا".
وقالت: "في ظل جائحة كورونا وتبعات الأزمة الاجتماعية التي نعيشها، أتى هذا المشروع بجديد أيضاً من حيث الأهمية التي أعارها للنشاطات التي تقع ضمن مجال الصحة النفسية والدعم النفسي- الاجتماعي والتي سوف تكون محوراً لدورات تثقيفية وموضوعاً لبرامج عملية تصممها وتشرف على تنفيذها السيدات في البلديات."
وفي السياق، أشارت عون إلى أن "اللقاء الإلكتروني الذي يجمعنا اليوم، على الرغم من الهموم الكثيرة التي تشغلنا، وليس أقلها هَم مكافحة الوباء، هو خير دليل على تصميمنا على تحقيق أهدافنا في تحقيق المساواة الكاملة وعلى اثبات قدرة النساء اللبنانيات على صنع القرار السياسي بنجاح، على الصعيد المحلي كما على الصعيد الوطني"، متوجهةً بالشكر للحكومة الألمانية على "دعمها المستمر للمرأة اللبنانية وعلى إيمانها بدور النساء في بناء مجتمعٍ أفضل، وأشكر لكم ولكنّ، مشاركتكم وإصغاءكم وأتمنى كلَّ النجاح لمشروعنا الجديد".