يستكمل رئيس "تيار المستقبل" والرئيس المكلف سعد الحريري حراكه الحزبي والموازي للسياسي من خلال "شدشدة"، الترهل الذي كان سائداً في صفوف "المستقبل" ولا سيما في المناطق وخصوصاً في الشمال.
ويستكمل الحريري ورشته التنظيمية والحزبية من خلال لقاءات موسعة مع كوادره المركزيين، وفي المناطق وفاعليات نافذة ومؤثرة في مناطقها، ويمكن تزخيم الحركة السياسية والاجتماعية لـ"التيار الازرق".
وفي هذا الإطار، علمت "الديار" ان الرئيس الحريري عقد منذ ايام لقاءاً موسعاً مع كوادر لـ"تيار المستقبل" بعد التشكيلات الجديدة، وقيادات مناطقية حزبية لـ"المستقبل" من كل المناطق اللبنانية والفاعلة على الارض، بالاضافة الى حضور وازن لفاعليات دينية واجتماعية تدور في فلك "المستقبل" وليست منتمية له من مختلف المناطق اللبنانية وخصوصاً الشمال ومنطقتها.
وتكشف اوساط شمالية شاركت في اللقاء لـ"الديار"، ان الحريري قدم خلاله، والذي لن يكون يتيماً وسيتابع إما الكترونياً او بعد انتهاء الاقفال الكامل ولمنع الاكتظاظ وتخفيف جائحة "كورونا"، مقاربته للوضع الحالي ولا سيما الحكومي.
ويؤكد الحريري وفق الاوساط ،ورداً على سؤال انه لن يعتذر مهما كانت الضغوطات، كما أكد انه لا يمكنه الاعتذار، ومن دون الغوص في الاسباب او الجهات التي تمنعه من الاعتذار.
وخلال اللقاء ايضاً، أكد الحريري انه ليس عاتباً على عون ويقدر "ظروفه"، وان من يقف وراء التسريب فريق باسيل- جريصاتي وهدفه النيل منه شخصياً، وقطع الطريق على التشكيلة التي قدمها ومن 18 وزيراً، والتي لن يتنازل عنها، وربما الذهاب الى دفعه للاعتذار.
كما تطرق الحريري الى خياراته السياسية والتي اتخذها وهي ليست بخلفية شخصية بل خلفية وطنية.
كما شرح للحاضرين ان اي توافق مع "الثنائي الشيعي" ضروري وليس على حساب السُنّة. ولا يمكن العودة الى اي نوع من انواع الصراع السني- الشيعي. كما لن يسمح بجر البلد الى اي مواجهة من اي نوع كانت ولا تخلي عن الطائف.
وعن الجهود المبذولة بتأليف الحكومة، تنقل الاوساط قول الحريري ان التأليف محتجز عند عون ولم يرد بعد على التشكيلة التي قدمها. كما يؤكد الحريري انه لم يطلب من "حزب الله" التدخل حكومياً، أما اذا رأى الحزب ضرورة لذلك فعليه التحدث مع عون للإفراج عن الحكومة!
وفي حين يتوقع ان يلي هذا اللقاء لقاءات اخرى الكترونياً، يستكمل "المستقبل" ورشته التنظيمية بإستكمال منسقي المناطق تشكيل مكاتبهم وما يحتاجونه من فريق عمل خلال فترة قريبة.
وكان الحريري رئيس "تيار المستقبل"، أصدر في 12 كانون الاول الماضي قراراً لإعادة تشكيل هيئات التيار التنفيذية والتنظيمية، بعد تأجيل المؤتمر العام الثالث، وتضمن إعادة تشكيل المكتب التنفيذي، وإنشاء منسقية جبل لبنان الشمالي (جبيل – كسروان – المتن الشمالي)، وقطاعين جديدين (قطاع التعليم العالي – قطاع التنمية الاجتماعية)".
وتؤكد اوساط قيادية في "المستقبل" ان هذه التعيينات حافظت على "الحرس القديم". واستفادت من خبرتهم مع تطعيمها بوجوه وقيادات شابة من رحم "التيار" ومن الكوارد التي نشأت فيه وليست آتية من خارجه.
وتشير الى ان هذه الورشة طبيعية لمواكبة المتغيرات الداخلية والمحيطة بلبنان.