أعرب رئيس الحكومة الأسبق تمام سلام أن "الخواء السياسي في البلد يدفع أحياناً الى تكبير بعض الأمور واعطائها حجماً يتجاوز اطارها الطبيعي، كما حصل مع مأدبة العشاء في منزلي، والتي شارك فيها الرئيسان نجيب ميقاتي وفؤاد السنيورة ورئيس "الحزب التقدمي الاشتراكي" وليد جنبلاط والوزير السابق غازي العريضي".
وأوضح سلام في حديث لصحيفة "الجمهورية" أن "هذا العشاء يندرج في سياق استمرار التواصل والتشاور، من دون ان تكون له أجندة محدّدة، وقد ناقشنا خلاله الوضع السيئ الذي وصلنا اليه، وتداولنا في أفكار عامة للخروج منه، لكن لم نتطرق بتاتاً الى مسألة انشاء جبهة ضدّ الرئيس ميشال عون، وليس هناك لا جبهات ولا من يحزنون"، مشيرا إلى أن "العشاء جرى منذ نحو ثلاثة أسابيع، اي قبل كل هذه البلبلة التي تسبب فيها فيديو عون المسرّب، وبالتالي لا توجد أي صلة بين الأمرين".
وعن دلالات مشاركة جنبلاط في العشاء، لفت إلى أنه "سبق له أن تناول العشاء في منزل جنبلاط قبل فترة، بناء على دعوة منه، وقد أحببت أن ادعوه بدوري الى العشاء، وكانت مناسبة لنبحث في ما يمكن فعله للتخفيف من وطأة الأزمة السياسية"، مشيراً الى انّ "زيارة السنيورة الى بري، غداة اللقاء في منزلي، اتت أيضاً ضمن التشاور العام ولا علاقة لها بتاتاً بما قيل عن التحضير لإطلاق جبهة مفترضة ضدّ العهد".
واعتبر أن "الواقع اللبناني المنهار لا يتحمل مزيداً من الاصطفافات الحادة عبر جبهات سياسية او طائفية، لن تفيد في معالجة الازمة بل ستزيدها تعقيداً"، مبديا استغرابه لكون البعض لا يزال يتصرّف بنوع من المكابرة السياسية والانكار للواقع وكأنّ شيئا لم يحدث، معتبراً انّ الفيديو المسرّب من قصر بعبدا لا يليق بموقع رئاسة الجمهورية قبل موقع رئاسة الحكومة، وبالتالي، فإنّ المطلوب توضيح وتصحيح لما جرى، حتى يُبنى على الشيء مقتضاه.
وأضاف: "نحن تجنبنا الردّ على الإساءة والإنزلاق الى مواجهة انفعالية، تحسساً منا بالمسؤولية في هذه الظروف الصعبة، وكي لا يؤدي اي ردّ فعل الى تفاقم المأزق او استغلال طائفي من جهات سياسية تحاول شدّ العصب في بيئتها"، آملا في أن يتصرف الآخرون بمسؤولية وطنية أيضاً.