تعتبر آلة التنفس المنقذ الأساسي لحياة المريض المصاب بفيروس "كورونا" بحال تفاقمت عوارضه، ولكن للأسف في لبنان بات هذا الجهاز مفقوداً، إذ يكاد المريض يبحث في كلّ مكان ولا يجد واحدة تساعدهعلى تخطّيمصابه...مشهد إنقطاع أجهزة التنفّس في لبنان يعيدنا بالذاكرة الى ما حصل في أوروبا مع بدايات انتشار الوباء بقوّة وتحديداً عندما كان عدّة مرضى يستخدمون آلة تنفّس واحدة في المستشفيات نظراً لارتفاع نسبة المصابين هناك وعدم قدرة المستشفيات على إستيعاب الأعداد الكبيرة التي تحتاج الى عناية...
في لبنان اليوم المشهد مشابه، فعلى أبواب المستشفيات وفي غرف الطوارئ تجد الناس تجلس هناك تنتظر دورها لتحصل على الأوكسيجين الذي إنخفض في جسمها، ولكن بعض المرضى لا يحتاج الى الذهاب الى المستشفى فتكفي آلة الاوكسجين في المنزل لمساعدته على التنفس، ولكن حتى هذا الخيار بات غير متوفّر حالياً والسبب يعود الى تخزينها في المنازل في وقت سابق، بحسب ما تؤكد نقيبة مستوردي الأجهزة والمستلزمات الطبيّة في لبنان سلمى عاصي، مشيرةً الى أن "الناس تهافتت على شراء آلات الاوكسيجين ووضعها في المنازل ربما دون الحاجة لها ما أدّى الى إفراغها من البلاد".
البيع بالدولار
تؤكد سلمى عاصي أنه "ونتيجة لما حصل سابقا وضعنا آليّة معيّنة حتى يتمكّن المريض من أن يحصل على آلة التنفّس ونتأكّد أنها لن تكون للتخزين"، مشيرة الى وجود "كميات منها ستصل الى لبنان وسيتم بيعها عبر شركات معيّنة، ولكن للأسف الدفع سيكون بالـFresh Dollars، لأنّ الآلات مستوردة من الخارج"، مضيفة: "الحال إختلف بين اليوم والأمس، ففي السابق كان المريض يستأجِر الجهاز على خمسة عشر يوماً أو شهر ومن ثمّ يعيده، وحالياً نحاول أن نتعاون مع بعض الجمعيّات لتأمين آلات تكون مخصّصة للإيجار ولكن ليس في الوقت الحاضر".
التسليم بوصفة طبية
بدوره حسين الهلق وهو المسؤول عن شركة Beirut Medical Center يؤكّد أن "الشركة ستستورد آلات تنفّس والبيع سيكون من الشركة الى المريض، ولن نعطي التجّار"، لافتا الى أنه "سيصلنا حوالي 900 جهاز تنفّس قريباً ولا يمكن أن نحدّد السعر من الآن لأنّه يجب أن ننتظر كلفة الشحن وغيره"، مضيفاً: "أجهزة التنفّس أميركية الصنع وبالتالي لن تكون كلفة الواحدة أقل من الألف دولار طبعاً"، مشدداً على أن "كلّ مريض يحتاج الى جهاز تنفّس عليه أن يقدّم فحوصات PCR تثبت أنه مُصاب "بالكورونا" مرفقة بوصفة طبيّة عن حاجته الى للآلة".
زجاجات الاوكسيجين للاستعمال المنزلي
أما هبة عبد الساتر فتشرح أن شركة Sater Medical Center ستستورد ماكينات وزجاجات الأوكسيجين، لافتة الى أنها "مخصصّة للإستعمال المنزلي وليست للمستشفيات"، مضيفة: "لا نطلب أيّ أوراق معيّنة لبيعهامن أي شخص، يكفي فقط أن يحضر ويطلبها"، مؤكّدة أيضا أن "سعرها سيكون بحسب سعر صرف السوق أو Fresh Dollars لأنها مستوردة من الخارج، ولا يمكن من الآن تحديد الأسعار لأنها ستتضمن تكلفة الشحن وغيرها والبضاعة لم تصلنا بعد".
إذاً، قريباً ستصل الى لبنان كمّيات من أجهزة التنفّس وزجاجات الأوكسيجين التي ستساعد الناس في ظلّ تفشي وباء "كورونا" وإرتفاع نسبة المرضى الذين يحتاجون الدخول الى المستشفيات، ولكن يبقى الأهمّ هو المريض الذي يحتاج الى التنفّس الاصطناعي بوقت لا يغطّي الضمان الاجتماعي أو شركات التأمين ثمن الجهاز وهو لا يملك ثمنه فهل يكون مصيره الموت؟!.