رأت مصادر سياسية عبر صحيفة "الراي" الكويتية، أن "الوضع في بلاد الأرز سيشهد بعد تسلُّم الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن مفاتيح البيت الأبيض، بلورةً للمنحى الذي ستأخذه أزماتها المتشابكة، وحتى باريس التي خفتتْ مواكبتها للملف اللبناني عبر مبادرتها الرامية لتأليف حكومة اختصاصيين تنفذ دفتر شروط إصلاحياً صارماً، بدت وكأنها في تراجُعها لبنانياً كانت تنتظر قلْب الصفحة أميركياً".
وبرأي المصادر، "أن فرنسا، التي قوبلت مبادرتها منذ انطلاقتها بضوء برتقالي أميركي، تعرّضت مرتين لانفجار لغمين بها، أولاً عبر العقوبات التي أطاحت بتكليف السفير مصطفى أديب وشملت الوزيرين السابقين علي حسن خليل ويوسف فنيانوس، وثانياً من خلال معاقبة رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، في تطوّرٍ زرَع حقل أشواك في طريق مهمة رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري".
وتشير المصادر، إلى أن "الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون ينتظر بالتأكيد إذا كان سينال تفويضاً من بايدن، فتكون مبادرته الناظم لمرحلة إخراج لبنان من الانهيار المالي تفاقم من مخاطرها غزوة كورونا التي تحاول بيروت صدّها بما تَيَسَّر بانتظار وصول اللقاحات ابتداء من منتصف فبراير المقبل، رغم اقتناع أوساط أخرى بأن أي تفويض أميركي لن يكون إلا نصف الصورة باعتبار أن العامل الحاسم يبقى لموقف إيران وإذا كانت ستسلّم بدورٍ فرنسي في واحدة من أكثر الساحات التي تعتبر أنها استثمرت فيها وقطفتْ ثماراً على امتداد رقعة انتشارها استراتيجياً في قلب الخرائط الممزّقة".
وإذ لاقت هذه الأوساط الاقتناع الذي ساد أول من أمس على وهج التراشق الديبلوماسي بين باريس وطهران حيال المفاوضات حول النووي وأجندتها، معتبرةً أنه "فيتو مبكّراً بإزاء سقوف التفاوض مع واشنطن كما تجاه أي تساهُل مع تسليم فرنسا موقعاً متقدماً في الوضع اللبناني، رأت أن بيروت ستبقى في مرحلةٍ فراغية رغم كل المناشدات الداخلية وكان آخرها من البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي للرئيس ميشال عون لأخذ المبادرة ودعوة الحريري لما يشبه لقاء غسل قلوب".
ودعت الأوساط إلى "عدم إغفال استمرار العين الحمراء الخليجية على بيروت وعلى أي استعادة لمراحل التشارُك مع حزب الله في حكوماتٍ تكون له فيها وحلفاؤه اليد الطولى، معتبرة أن هذا الجانب من الملف الحكومي سيبقى بالغ التأثير في حدود التقدم والتراجع التي يتحرّك ضمنها الرئيس المكلف، وذلك بمعزل عن المفاوضات الأميركية - الإيرانية التي ستتفيأ هذه المرة تحولات ما فوق استراتيجية في المنطقة شكّلتها ورقة السلام".