لفتت صحيفة "الفاينانشال تايمز" البريطاني، في مقال افتتاحي تناولت فيه قرار إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، تصنيف حركة "أنصار الله" في اليمن جماعة "إرهابيّة"، إلى أنّ "إدارة ترامب وهي في أيّامها الأخيرة، تصرّ على إلقاء قنبلة تهدّد حياة الملايين في الشرق الأوسط. فقد أعلن وزير الخارجيّة مايك بومبيو، القرار مباشرة قبيل تنصيب جو بايدن رئيسًا".
وذكرت أنّ "الأمم المتحدة وخبراء آخرين حذّروا من أنّ هذه الخطوة قد تؤدّي إلى مجاعة في اليمن، تشبه تلك الّتي شهدتها إثيوبيا في الثمانينيّات"، ورأت أنّ "القرار غير مسؤول ومن شأنه أن يُعقّد جهود الأمم المتحدة في التوسّط من أجل التوصّل إلى حلّ للنزاع، ويفاقم أوضاع اليمنيّين الّذين يعانون من حرب تدمّر حياتهم منذ ستة أعوام".
وأشارت الصحيفة إلى أنّ "توقيت القرار ليس صدفة، وإنّما يهدف إلى عرقلة جهود بايدن لتهدئة الأوضاع في الشرق الأوسط، ومراجعة السياسة الأميركيّة. كما يهدف بومبيو إلى إظهار بايدن ضعيفًا أمام إيران الّتي تدعم الحوثيّين"، مبيّنةً أنّ "إدارة ترامب اتخذت خطوات أخرى لوضع عقبات أمام إدارة بايدن، ولكن ما فعلته في اليمن سيكون له تبعات كارثية فورية.
وأوضحت أنّ "الحوثيّين يسيطرون على الشمال بكثافته السكانيّة العالية، وفيه ميناء الحديدة الرئيسي. وهناك تقارير عن انتشار الهلع بين الناس الّذين هرعوا إلى شراء المواد الغذائيّة، وهو ما جعل الأسعار تشهد ارتفاعًا جنونيًّا، لا يقدر عليه أغلبيّة الناس"، مركّزةً على أنّ "من الضروري على بايدن أن يجعل التراجع عن هذا القرار من أولويّاته، وأن ينهي "جنون سلفه الخطير".