شكر نائب وزير الخارجية السورية، ومندوب سوريا في مجلس الامن بشار الجعفري، "الادارة الناجحة والمميزة لأعمال مجلس الأمن للشهر الجاري، والذي حفل جدولُ الاعمال ببنودٍ ومسائل هامة من بينها عقد جلسة نقاش حول البند المعنون "التهديدات التي تطال السلم والأمن الدوليين جرّاء الأعمال الإرهابية"، موضحاً انه "كان أملنا آنذاك أن يساهم اعتماد القرار 1373 في تصويب البوصلة بالاتجاه الذي نتطلع إليه جميعاً وهو تعزيز التعاون الدولي المنسق تحت مظلة الأمم المتحدة وآلياتها لمكافحة الإرهاب وتجفيف منابع تمويله ومكافحة الفكر المتطرف والتعاليم المشوهة المغلوطة التي تروج له، وتلا اعتماد هذا القرار اتخاذ مجلس الأمن العديد من القرارات ذات الصلة بمكافحة الإرهاب والتي كان الهدف منها، كما اعتقد البعض، هو سد أي ثغرات وتلافي أي نواقص اعترت القرارات السابقة أو تطبيقها، ومعالجة مسائل من قبيل منع دفع الفدية للإرهابيين، ومكافحة تنظيمي داعش وجبهة النصرة، وظاهرة المقاتلين الإرهابيين الأجانب أو الإرهابيين بلا حدود،وتجفيف منابع تمويل الإرهاب بما فيها من خلال فصم الروابط بين التنظيمات الإرهابية وشبكات الجريمة العابرة للحدود".
وأوضح انه "طغى التسييس والانتقائية وتعدد المعايير والاستثمار في الإرهاب على هذه المسألة الهامة، والمستفيد الأكبر من ذلك هو التنظيمات الإرهابية ومتزعميها الذين أصبحوا يفاخرون بالتسميات التي يطلقها البعض عليهم كـ"الجهاديين" و"المناضلين من أجل الحرية" و"المعارضة المسلحة المعتدلة من غير الدول" و"دولة الخلافة"، وينعمون بما أتيح لهم من دعم ورعاية وإطلاق لليد لنشر القتل والفوضى والخرابتحت شعار نشر الديمقراطية في العديد من دولنا بوسائل حضارية كقطع الرؤوس وأكل الأكباد وتدمير الآثار والتكفير والإساءة للأديان والرموز الدينية، وكنا قد نبهنا مراراً إلى أن من يسعى لنشر الفوضى والخراب، ويتبنىخطابات التحريض والكراهية، ويروج لشعارات من قبيل "الفوضى الخلّاقة" التي بشّرتنا بها إحدى وزيرات الخارجية الأميركية السابقات وأكملتها خليفتها لاحقاً ولن يكون في منأى من آثار وعواقب ممارساته، وللأسف، فقد تم تجاهل تحذيراتنا وصولاً إلى أن شهدنا تجسيداً لسياسات الفوضى وثماراً لنهج نشر الخراب وتأجيج التوترات وذلك في الأحداث التي تعرضت لها عاصمة البلد المضيف لمنظمتنا هذه مؤخراً".
ولفت الى ان "تلك الأعمال الإرهابية التي شهدتها واشنطن مؤخراً كانت لتكون محل ترحيب ودعم وإشادة من حكومات الدول الغربية لو أنها حدثت في إحدى عواصم العديد من دولنا الأعضاء، ولأطلقت عليها تسميات "الربيع" و"الثورات الملونة"، ولتم وصفها بأنها "تعبير عن الديمقراطية" و"ممارسة للحريات بأبها صورها"، إلا أنها لقيت لحدوثها في عاصمة غربية مهمة سيلاً من الإدانات والانتقادات واستنفاراً من مواقع التواصل الاجتماعي لإدانة هذا السلوك وحجب صفحات رعاته، ونحن لا نمانع ذلك،ولا نشجع على الفوضى والغوغائية والعنف في أي مكان، لكننا نقف عندهذه الانتقائية ونستغرب مواصلة استغلالالأوساط الغربية المتطرفة لمواقع التواصل ذاتها لإثارة الفتن والنزاعات والترويج لممارسات تخريبية مماثلة وللعنف والكراهيةوتشجيع ظاهرة "الإرهاب بلا حدود" لاستهداف العديد من دولنا الأعضاء تحت شعارات سردية خالية من الدسم الأخلاقي ".
وطالب الجعفري بـ"تعزيز التعاون الدولي الجاد والمنسق تحت مظلة الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب واستئصاله، ودعم جهود الدولة السورية وحلفائها لمكافحة تنظيمي "داعش" و"هيئة تحرير الشام، جبهة النصرة" الإرهابيين وما يرتبط بهما من كيانات وجماعات، وهي كيانات لاتزال تستغل التغطية الغربية على جرائمها لمواصلة قتل السوريين.هذا ما شهدناه قبل أيام في الاعتداءات الإرهابية التي استهدفت حافلة في منطقة كباجب على الطريق بين تدمر ودير الزور، وكذلك صهاريج لنقل المحروقات وسيارات مدنية على طريق أثريا ـ السلمية، مما أدى إلى استشهاد العشرات من المدنيين والعسكريين. وقد تم تنفيذ هذه الاعتداءات الإرهابية من قبل عناصر تنظيم داعش القادمين من منطقة سيطرة قوات الاحتلال الأميركي في منطقة التنف المحتلة التي يقع ضمنها مخيم الركبان، وهم الإرهابيون ذاتهم الذين سبق لهم شن هجمات إرهابية دموية على المدنيين في محافظة السويداء واستهدفوا قوات الجيش العربي السوري وحلفائه وأنابيب نقل الغاز وخطوط الطاقة. ولا يخفى عليكم أن قوات الاحتلال الأميركي الموجودة في شمال شرق سوريا أيضاً كانت قد أوعزت لميليشيات قسد الانفصالية العميلة لها لإطلاق سراح عناصر تنظيم داعش المحتجزين لديها، وذلكلإعادة إحياء هذا التنظيم مجدداً والاستثمار فيه في سوريا والعراق. لقد وصل النفاق إلى حد مقيت، فمن جهة تزعم الإدارة الأميركية قضاءها المبرم على تنظيم داعش الإرهابي، ومن جهة أخرى تقوم بإعادة تشكيله وتشغيله لاستهداف بلادي".