أشارت نقيبة الممرضات والممرضين ميرنا ضومط، إلى أن "نتائج الإقفال العام لا يمكن أن تظهر خلال أسبوع واحد كون فترة الحضانة للفيروس تصل إلى 14 يومًا، ونحن نحتاج إلى فترة اقفال بين 4 الى 6 أسابيع حتى نلمس مفعولا ايجابيا"، معتبرة أن "لبنان اليوم يحصد نتائج السهرات والتجمعات المنزليّة التي شهدناها في فترة الأعياد وما بعدها من الاكتظاظ في المتاجر والأفران".
وفي حديث لـ"النشرة"، شدّدت ضومط على أن "أي إقفال لن يكون مجديًا إذا لم يترافق مع مجموعة عوامل، وعلى رأسها التغيير في السلوك المجتمعي لجهة الالتزام بالتدابير الوقائيّة المعروفة، مرورا بخطة لزيادة عدد الأسرّة في المستشفيات، وصولا الى الاتفاق على تصوّر لكيفيّة اعادة الفتح الآمن للبلاد، وإلا فكل الجهود لن تصل إلى نتيجة".
وردًا على سؤال حول قدرة الطاقم التمريضي على مواكبة زيادة عدد الاسرّة في المستشفيات، أوضحت ضومط أن "النقص هو في المستشفيات حصرًا بسبب سوء الإستثمار لهذه القدرات البشرية، وللأسف بعض المستشفيات قررت الإستغناء عن عدد كبير من الممرضين والممرضات قبل جائحة كورونا لاسباب اقتصاديّة، أما على مستوى لبنان لدينا عدد كبير من الخرّيجيين القادرين على مواكبة القطاع بشكل واسع"، داعية المستشفيات إلى فتح باب التوظيف أمام هذه الطاقات، فهناك حوالي 1200 خرّيج جديد يمكن تدريبهم للمشاركة في هذه المعركة الصحية.
وأكّدت ضومط على ضرورة تعزيز الطاقم التمريضي على المستويين البشري والمادي وتوفير البيئة الآمنة لهم، مذكّرة أنّ "وزارة العمل أصدرت تعميما بناء على طلب النقابة بضرورة حجر ومعالجة أيّ ممرض يصاب بالفيروس على نفقة المستشفى ولكن للأسف هذا التعميم لا يطبّق"، موضحة أنّ "أعداد المصابين في صفوف طواقمنا متحرّكة، فهناك حوالي 1500 ممرض وممرضة أصيبوا بكورونا منذ بداية الوباء حتى اليوم، فضلاً عن وفاة 4 حالات".
وفي سياق متّصل، حذرت ضومط من "خطورة ما يجري على مستوى هجرة الممرضين، فهناك 600 ممرضة وممرض من ذوي الخبرات ذهبوا للعمل في الخارج بسبب فقدانهم الشعور بالأمان، كما توفرت لهم فرص عمل برواتب وحوافز أفضل بكثير مما تقدّمه مستشفيات لبنان"، مذكّرة بأنّ "قيمة رواتب معظم الممرضين في لبنان باتت لا تتجاوز الـ100 دولار شهرياً رغم أن حياتهم معرّضة للخطر بشكل يومي".
وحول الحاجة للتمريض المنزلي في ظلّ عدم قدرة المستشفيات على استقبال المزيد من المرضى، أوضحت ضومط أن "هناك عددًا من الممرضين والممرضات يعملون في هذا المجال، والخدمة التي يقدّمونها للمرضى لا تحتاج الى دوام عمل كامل، ولدينا في النقابة خريطة عمل في هذا المجال، ويمكننا القول أننا نغطّي بهذه الخدمة كافة الأراضي اللبنانية".
وفي الختام، أكدت ضومط أن "نقابة الممرضين والممرضات تشارك في اللجنة المختصّة بملف اللقاحات، والاجراءات التي يتمّ تحديدها أكثر من رائعة لجهّة التنظيم والأولويّات، واذا جرى تطبيقها فذلك سيكون أمرا في غاية الايجابيّة وتبقى العبرة في التنفيذ".