حذر نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى العلامة الشيخ علي الخطيب في رسالة الجمعة، "اللبنانيين من الاستهتار وعدم المبالاة في اتخاذ الإجراءات الوقائية للحد من تفشي فيروس كورونا، الذي تسبب بكوارث إنسانية عالمية، نال لبنان نصيبا منها فيما يعاني من الازمات بما فيه الكفاية".
وأكد أن "تعريض المواطنين لخطر الإصابة بهذا الوباء محرم شرعا، ويجب التزام التوجيهات الصحية والتدابير الحكومية ضمن خطة الاقفال العام. وحيا "الجسمين الطبي والتمريضي وجميع العاملين في مواجهة الوباء"، ونوه بجهودهم وتضحياتهم، مطالبا "الدولة بالإسراع في تقديم المساعدات للأسر الفقيرة". ودعا "المواطنين إلى التضامن والتكافل الاجتماعي، فيبادر الميسورون إلى مساعدة الفقراء والمحتاجين، فالأزمة المعيشة بلغت مرحلة صعبة تستدعي التكافل والتآزر من الجميع".
واستنكر سماحته "الفساد المستشري لدى بعض التجار الذين يحتكرون الدواء والمواد الغذائية،ولا سيما المدعومة منها بغية بيعها في السوق السوداء"، داعيا "الجهات القضائية والأجهزة الرقابية الى محاكمة المحتكرين ولصوص السلع المدعومة التي تختفي قبل وصولها إلى المستهلك، مطالبا "المواطنين بالتعاون مع السلطات المعنية في التبليغ عن الفاسدين والمحتكرين والتشهير بهم في وسائل الاعلام"، معتبرا أن "وزارة الاقتصاد مطالبة بتكثيف تعاونها وتنسيقها مع كل أجهزة الدولة لمكافحة الاحتكار والفساد".
ورأى أن "المواطن اللبناني يئن من تردي الأوضاع المعيشية في ظل جائحة الكورونا، وهو يطلق صرخة وجع لا تصل إلى المسؤولين الذين صمت آذانهم وعمت أبصارهم عن شجون وهموم المواطنين الذين باتوا بغالبيتهم من الفقراء والمعوزين، نتيجة سياسة الفساد والإهمال والرشى التي أنتجت طائفة من اللصوص وناهبي المال العام على حساب إفقار اللبنانيين وتجويعهم". وطالب "السياسيين بالإسراع في تشكيل حكومة إنقاذية إصلاحية قوية وقادرة تضع في أولويات عملها انقاذ لبنان من الانهيار الاقتصادي والتردي المعيشي وحفظ النقد الوطني وإستعادة الأموال المنهوبة وإعطاء أموال المودعين، ولا سيما أن لبنان على شفا إنهيار كبير، ولا وقت للترف والدلع السياسي والتشاطر لنيل حقيبة سيادية وأخرى خدماتية، فلبنان أشبه بسفينة توشك على الغرق، واذا غرقت لا سمح الله فالجميع دون استثناء في دائرة الخطر".
واعتبر الشيخ الخطيب أن "لبنان المحاصر من الإدارة الأميركية بعقوبات جائرة، كان ولا يزال عصيا على الضغوط التي تريد اخضاعه للتخلي عن المقاومة وسلاحها الذي حرر أرض لبنان ودحر الارهابين الصهيوني والتكفيري"، وقال: "نؤكد أن المقاومة إلى جانب الجيش اللبناني كانت وما تزال مصدر عزة وكرامة لبنان، وهي القوة التي حررت أرضه وحفظت وشعبه باعتبارها السلاح الأنجع لحماية لبنان وردع العدوان واستعادة الثروات المائية والنفطية التي تتعرض للقرصنة الاسرائيلية".
ودان "التفجير الإرهابي المزدوج في بغداد الذي ارتكبته عصابات حاقدة أدمنت الاجرام في حق المدنيين الأبرياء"، وقال: "نعزي أهلنا وأخواننا في العراق بالشهداء، سائلين الله عز وجل الرحمة لهم وللجرحى الشفاء العاجل، ونخص بالتعزية آية الله العظمى السيد على السيستاني والمرجعية الدينية في النجف الاشرف. ونطالب اشقاءنا العراقيين أن يتضامنوا ويتوحدوا في مواجهة الارهاب التكفيري والاحتلال الأميركي ويعملوا لحفظ وحدة العراق واستقراره". أضاف: "نكرر استنكارنا الشديد للقرار الأميركي الجائر الذي اتخذته الإدارة الاميركية السابقة الذي انتهك حرمة أحد رموز الإنسانية والمقدسات الإسلامية المتمثلة بالعتبة الرضوية المقدسة، ونطالب الإدارة الأميركية الجديدة بالتراجع عن هذا القرار المنافي للقوانين والمواثيق الدولية وشرعة حقوق الانسان".
واستنكر "العدوان الإسرائيلي على سوريا الذي يستكمل حلقات العدوان على شعبها ويكشف عن نوايا إسرائيل وأفعالها العدوانية وتهديدها الامن والاستقرار في المنطقة، فضلا عن استهدافها المدنيين فجر اليوم في عمل إرهابي بامتياز نضعه بتصرف الأمم المتحدة والمجتمع الدولي".