لا تعتبر الحرب على "كورونا" بالسهلة، وهذه الحرب يوماً بعد آخر تشتدّ قساوة إذ يسقط فيها مئات آلاف المصابين في العالم يومياً ويذهب ضحيتها عدد كبير من الناس. لا شكّ أنه وبحسب الروايات أن "كورونا" اليوم هي غير عمّا كانت بالأمس، خصوصا في لبنان، فحالياً نجد ان عدد المصابين يرتفع كذلك عدد الوفيات، أما العوارض فحدث ولا حرج، وأمام هذا كلّه يبقى الجهاز التمريضي خطّ الدفاع الأول في وجه كلّ ذلك وأمامه مهمتان: حماية نفسه ومعالجة المرضى!.
في الخطوط الأمامية
جيرمين كفوري واحدة من الممرضات التي تقبع في المنزل حالياً نتيجة إصابتها بفيروس "كورونا"، وتقول "منذ سنة ونصف ونحن نعمل في خطّ الدفاع الأمامي لمساعدة المرضى في المستشفيات، وحاليا أنا واحدة من اللواتي أُصبن في المستشفى وتحديداً في الطابق حيث أعمل".
"منذ بدء ظهور الفيروس ونحن نشعر أننا نواجه كلّ شيء". وتتابع جيرمين الى أنها "تعمل في فسم الالتهابات حيث يحضر مرضى يعانون من "السلّ"، "الايبولا"... وغيرها من الأمراض المعدية، ولم نصب بأيّ عدوى الحمدالله، ولم نشعر حتى بالخوف الذي نشعر به مع "كورونا"، لافتةً الى أن هذا الوباء أصعب، لأنه عندما يصيب فردا من المجموعة، فحُكماً كلّ الطاقم سيصاب"، مضيفةً: "حيث أعمل أصيبت ممرضة ونقلت العدوى الى آخرين ومن بينهم أنا"، مشدّدة على أن "حالتي ساءت عندما طلبوا منّي العودة الى عملي بعد مرور عشرة أيام على اصابتي وأنا كنت متعبة وأعاني من العوارض، وجرّاء الخوف شعرت بضيق تنفس".
من لبنان الى العالم
أما الممرضة سينتيا رزق الله فتعتبر أن "المشكلة في لبنان أن لا أحد يعرف قيمة الممرض، لناحية الأجور المتواضعة"، مشيرةً في نفس الوقت الى أن "قرارات تصدر عن المستشفيات تفرض على الممرّض أن يعود الى العمل بعد مرور عشرة أيام كما هو البرتوكول في عدّة دول ومنهم بلجيكا، يدخل للعمل في طابق مخصص لمرضى كوفيد-19 فور اصابته بالفيروس".
"عندما يصاب الانسان ويشفى يصبح متحمّساً لمساعدة غيره، ولكنه وفي نفس الوقت يتملكه الخوف من أن يلتقط العدوى مرّة جديدة وينقلها الى أهله أو أقاربه". هذا ما تشير اليه سينتيا رزق الله عبر "النشرة"، مؤكّدة أن "من يرفض تنفيذ القرارات يقدّم إستقالته ويغادر المستشفى"، مضيفةً: "كلّ الممرضين والممرضات الذين لديهم خبرة يسافرون الى الخارج". في حين أن الممرّض في مستشفيات بلجيكا جان بول الحاج عسّاف يكشف أنه "وفي بلجيكا يفرض على الممرض المصاب وضع الكمّامة والقفّازات والعودة الى العمل إذا لم يكن يعاني من العوارض"، مشدّداً على أنهم يعتبرون أن الممرّض المُصاب لن ينقل العدوى الى آخرين لأنه يرتدي الثياب الواقية والعازلة"، مضيفا: "نتعامل مع الناس وكأنهم جميعاً مرضى كورونا".
تقديم الحوافز للممرض
بدورها نقيبة الممرضين والممرضات ميرنا ضومط فتعتبر عبر "النشرة" أن "هناك الكثير من الحقوق على الممرض والممرضة في لبنان أن يحصلوا عليها، وأبسطها هي أن يكون الحجر المنزلي طيلة فترة الإصابة على حساب المستشفى، ويجرون التحقيقات معهم حول مكان وكيفية التقاط العدوى لمعرفة كيفية حسم المبالغ الماليّة من الراتب في حال كانت من خارج المستشفى"، لافتةً الى أنه "وفي أبسط الأحوال يُحسم سبعة أيام من راتب الممرض فيما السبعة الباقية تكون على حساب المستشفى، هذا اذا كانت الادارة جيّدة في حين أنه يفترض أن يعطى الممرض أو الممرضة حوافز إضافية سواء أكان يعمل في قسم "كورونا" أم لا"، مضيفةً: "ما يفوق الـ600 ممرّض وممرّضة غادروا لبنان وطلبوا أوراقهم من النقابة في حين أن هناك آخرين سافروا دون طلب الأوراق".
عادةً في الحرب العسكر "يتعزّز"، واليوم نعيش في حالة حرب ضدّ "كورونا" وفي حال كان الممرّض في خطر فإن كلّ الناس بخطر، من هنا يجب إعادة فتح باب التوظيف لممرضين وممرضات جدد وبرواتب تليق بمن يخاطر بحياته ليدافع في أيّام الحرب!.