أوضح رئيس هيئة أركان الجيوش الفرنسية الجنرال فرانسوا لوكوانتر (François Lecointre)، عن هدف زيارته لبنان يومَي 22 و23 كانون الأول 2020، والرسالة الّتي أراد إيصالها إلى اللبنانيّين وقوات "اليونيفيل" والجيش اللبناني، أنّ "الهدف من زيارتي لبنان، البلد الّذي تقيم فرنسا معه علاقة قويّة للغاية تمتدّ جذورها على مدى التاريخ، إعادة التأكيد على الاهتمام الّذي أبداه رئيس الجمهورية إيمانويل ماكرون تجاه لبنان"، مشيرًا إلى أنّ "في هذا السياق، كان من المهم إظهار دعمنا للجيش اللبناني، وهو لاعب رئيس في أمن بلد الأرز واستقراره. وهذه هي الرسائل الّتي نقلتها إلى قائد الجيش العماد جوزاف عون".
ولفت في حديث إلى مجلّة "الجيش"، إلى أنّ "في ما يخصّ القوّات الفرنسيّة في "اليونيفيل"، فإنّ مشاركة الجيوش الفرنسية في قوات الأمم المتحدة الموقّتة في لبنان هي دليل ملموس آخر على مساهمة فرنسا في أمن البلاد واستقرارها، وبالتالي في أمن المنطقة بأكملها. كما أنّ احتراف الجنود الفرنسيّين والتزامهم، والدور الخاص الّذي تؤدّيه القوّات المسلّحة الفرنسيّة، هي عوامل رئيسة في صدقيّة قوات الأمم المتحدة". وأفاد بأنّ "التعاون العملاني بين هذه القوّات والجيش اللبناني، يمثّل أحد أهم عوامل نجاحها، وهو ما يقوم به الجنود الفرنسيّون يوميًّا".
أمّا في ما يتعلق بالجيش اللبناني، فأعرب لوكوانتر عن إعجابه بـ"العمل الّذي ينجزه الجيش كلّ يوم، والاحترام الّذي يوحي به للسكّان. أدركُ أنّ الجيش اللبناني يتعرّض لضغوط عملانيّة كبيرة، لا سيّما وأنّ البلاد غارقة في أزمة اقتصاديّة وماليّة عميقة تُسبّب التوتّر وتؤثّر في الاستقرار". وبيّن أنّ "في هذا الإطار، يعمل الجيش اللبناني بفاعليّة، وبشكل خاص ضدّ التهديد الإرهابي ذي الإلهام الجهادي. إنّ التفكيك الأخير للخلايا النائمة يوضح هذا الالتزام الّذي تمّ دفع ثمنه بالدم"، محيّيًا "ذكرى شهداء الجيش اللبناني الّذين سقطوا في ساحة الشرف".
وعن تقييمه أداء الجيش اللبناني في المواقف الحرجة الّتي عاشها لبنان في العام 2020، وأمنياته للبنان في ظلّ هذا الوضع الصعب، وفي مواجهة الصراعات الّتي تعصف بالمنطقة، ركّز على أنّ "المهمّات الّتي نفّذها الجيش اللبناني في العام الماضي كانت لافتة للنظر، إذ وَجَبَ عليه أن يتعامل مع زيادة غير مسبوقة في عدد المهمّات بشكلٍ متزامن من دون أن يفشل، لا سيّما غداة انفجار مرفأ بيروت في 4 آب الماضي". وذكر أنّ "الجيش اللبناني ساهم بصورةٍ مثاليّة في ضمان استمرار عمل أجهزة الدولة اللبنانية، من خلال التدخّل الفعّال في جميع أوجه إدارة هذه الأزمة".
وحول تكريمه العماد عون في نهاية 2020، ومَنحِه وسام جوقة الشرف برتبة ضابط، أشار لوكوانتر إلى أنّ "هذا الوسام مكافأة لرجل هو العماد جوزاف عون، بوصفه قائدًا عسكريًّا يتمتّع بصفات إنسانيّة وأخلاقيّة عظيمة. لقد تمّ تحقيق تقدّم نوعي تحت قيادته بشكل غير مسبوق، على صعيدَي الأداء العملاني وتماسك الجيش اللبناني". وأوضح "أنّنا نكرّم أيضًا الشريك العسكري اللبناني، وهو شريك تَطوَّر تعاوننا الدفاعي معه إلى مستوى متقدّم. أخيرًا، وإلى جانب المزايا الفرديّة، يكرّم هذا الوسام مؤسّسةً عسكريّةً بأكملها، أي الجيش اللبناني الّذي ينبغي الإشادة بالتزامه حماية أمن البلاد".
وعمّا إذا كان بإمكانه تأكيد مواصلة دعمهم للجيش اللبناني، أكّد أنّ "ما يميّز دعمنا للجيش اللبناني هو الاستمراريّة. تعرف قيادة الجيش اللبناني أنّ بإمكانها الاعتماد على فرنسا في كلّ الظروف. فمنذ العام 2017، قدّمت فرنسا للمؤسّسة العسكريّة معدّات تصل قيمتها إلى 60 مليون يورو مجّانًا، وقد درّبت مئات الضبّاط والرتباء اللبنانيّين في فرنسا ولبنان. واعتبارًا من العام 2015، نفّذت البحريّة الفرنسيّة نحو 40 توقُّفًا في بيروت، ما يدلّ على ثقتنا بهذا البلد. سيستمرّ دعمنا للجيش اللبناني وتعزيز قدراته، لأنّ ذلك يعني ضمان أمن البلاد واستقرارها".