أشار المفتي الشيخ عباس زغيب، إلى أنّ "أمام الواقع المرير الّذي نعيشه في لبنان، من ضائقة معيشيّة وفلتان أمني واقتصادي واجتماعي وأخلاقي وإنساني، خاصّة في منطقة بعلبك الهرمل، ففي كلّ يوم نسمع عن عمليّة قتل وخطف وسطو مسلح، هناك سؤال كبير يَطرح نفسه علينا جميعا الإجابة عليه، نحن الّذين قاتلنا العدو الإسرائيلي والتكفيري الّذي أراد هتك الكرامات والاعتداء على الأعراض؛ ودفعنا في سبيل ذلك ثلةً من خيرة شبابنا".
وسأل في تصريح، "هل العصابات الّتي تتجوّل في شوارعنا وبين بيوتنا هي أقلّ خطرًا من الإسرائيلي والتكفيري الداعشي؟ هل العصابات الّتي تَقتل وتنتهك الأعراض، هي أقلّ خطرًا من الإسرائيلي والتكفيري الداعشي؟ هل العصابات الّتي أصبحت تدخل إلى البيوت من أجل السرقة والنهب والقتل، هي أقلّ خطرًا من الإسرائيلي والتكفيري الداعشي؟ أليست الكرامة والعرض والشرف واحد لا يتجزّأ".
ولفت الشيخ زغيب، إلى أنّ "مَن أراد الاعتداء على الكرامة والشرف والعرض، يجب مواجهته ومحاربته أينما كان وأيًّا كان"، متسائلًا: "أليس قتال العدو في الداخل الّذي يفكّك المجتمع وينسف كلّ عاداتنا وأخلاقنا، أَولى من قتال العدو الخارجي؟ وأليس دفع الضرر المؤكّد أَوجب من دفع الضرر المحتمل؟ وأليس من واجبنا جميعًا محاربة "دواعش" الداخل، الّذين قلبوا موازين حياتنا وجعلوا من مجتمعنا مجتمعًا خارجًا عن ومِن كلّ القوانين الإلهيّة والوضعيّة والإنسانيّة، وأصبحت بيئتنا بيئة موبوءة؟".
كما سأل: "ألم يجعلو من منطقتنا منطقة رعب، حتّى أصبح الغريب ينظر إلينا وكأنّنا طاعون، بل أشدّ فتكًا، وأصبحنا ننظر إلى أنفسنا على أنّنا شبه معدومي النخوة والشهامة والكرامة، وأصبحنا ننظر إلى أنفسنا على أنّنا اشباه الرجال؟"، مركّزًا على أنّ "نعم، إنّه سؤال كبير جدًّا ينتظر منّا ردًّا عمليًّا، يعيد لنا ما سلبته منّا عصابات الغدر المدعومة من جهات تدّعي الشرف، وهي بريئة منها براءة الذئب من دم يوسف".