أكّد القائم برئاسة المجلس الإسلامي العلوي الشيخ محمد عصفور، أنّ "ما حصل في طرابلس ليس من ثقافة المدينة الكريمة، ويتعارض مع قيم أبنائها وأخلاقيّاتهم ودورهم الوطني الجامع، وحرصهم على مدينتهم وأمنها والعيش المشترك".
وشدّد في بيان، على أنّ "ما حصل من فوضى وإثارة قلاقل في الشوارع والأحياء، وتخريب وإضرام النار في المؤسّسات والمرافق الرسميّة، هو عمل مرفوض ومدان، قامت به أياد خبيثة مجرمة، تحاول العبث بالأمن وبالسلم الأهلي، وإحداث فتنة يخطّط لها البعض، مستغلّين حاجات الناس المعيشيّة والفقر والبطالة المتزايدة لأبنائها، ومحاولين الإساءة لمطالبهم المحقّة ولصورة أبناء المدينة، وذلك بتخريب المؤسّسات وإحراقها، والتعدّي على أرزاق الناس ووضعهم في مواجهة إخوتهم من ضباط ورتباء وأفراد من جيشنا الوطني والقوى الأمنية الساهرين على أمن الوطن".
وركّز عصفور على أنّ "ما حصل مؤشّر خطير ومدخل للفتنة ولخلل أمني خُطّط له، لتنعكس نتائجه السلبيّة على الوطن وشعبه، وهو بعيد كلّ البعد عن مطالب الناس وثقافة أهل المدينة، وهو محلّ استنكار وتنديد من العلماء والمثقّفين والفاعليّات وأبناء هذه المدينة العريقة". ولفت إلى أنّ "أبناء هذه المدينة الأصيلة، بالرغم من إهمال الدولة لها عامّةً، وخصوصًا في المناطق الشعبية المحرومة، دعموا بنية الدولة ومؤسّساتها، وحافظوا على تاريخ طرابلس وثقافتها وقيمها، وهم لن يسمحوا للدخلاء بإحراق مدينتهم وتاريخها وزعزعة الأمن والاستقرار فيها؛ وجعلها صندوق بريد لتبادل رسائل أمنيّة وتشويه صورة أبنائها الأصيلين".
وأشار إلى أنّ "ما جرى يستدعي التنبّه والتمسّك بالدولة، وتدعيم جهود مؤسّسة الجيش اللبناني والقوى الأمنية والتعاون معهما، لأنّهما حصن الوطن والملاذ الوطني الوحيد في حفظ الأمن والاستقرار وتحصين كرامة المواطن وعيشه الكريم". وطالب الدولة بـ"تحسّس هموم أبناء طرابلس والشمال والاهتمام بحقوقهم، وإيجاد السبل الآيلة لرفع المعاناة عنهم وتخفيف الهمّ المعيشي عن كاهلهم ومنع من يحاول الاستغلال السياسي لمعاناتهم".
كما دعا عصفور، الجيش والأجهزة الأمنية والقضائية إلى "ملاحقة كلّ من قام بهذا العمل المشين ومحاسبته ومحاسبة مشغّليه ومن يقف وراءه، لتأخذ طرابلس عدالتها وللحفاظ على مؤسّسات الدولة وأمن الناس وكرامتهم وأرزاقهم، وعلى طرابلس الوطنيّة مدينة العلم والعلماء والعيش المشترك".