يسعى حزب القوات اللبنانية منذ فترة من الزمن لإجراء كل المحاولات والمساعي الحثيثة لإجراء انتخابات نيابية مبكرة قد تعيد إنتاج السلطة في لبنان وتقلب الواقع السياسي الحالي، اذ برزت في الآونة الأخيرة دعوات جدية من قبل القوات اللبنانية ورئيسها سمير جعجع وحلفائه في قوى ١٤ آذار الحزب التقدمي الاشتراكي وتيار المستقبل، لتشكيل جبهة حقيقية يكون هدفها المركزي الضغط الفعلي لإجراء انتخابات مبكرة يعتقد جعجع من خلالها أنه سيحقق أكبر عدد من المقاعد في المجلس النيابي، مستفيدا من واقع البلاد الاجتماعي والاقتصادي والسياسي وسط قناعة راسخة عند الأخير أن ثمة تفكك كبير في قاعدة التيار الوطني الحرّ نتيجة كل الأحداث المتكدّسة والمتراكمة التي عصفت في البلاد والتي تحمّلها مصادر القوات للرئيس ميشال عون والعهد.
على جبهة المستقبل والاشتراكي، يُعتبر المشهد مظلما وغير منسجم مع طرح القوات اللبنانية،فالأوللا يريد الخوض في جبهات لا تغيّر واقع المشهد العام، لأنه بحسب مصادره لا يمكن لهذا القانون الانتخابي نفسه الذي أن يأتي بنتائج مختلفة عن الأخيرة ستكون نفسها، وليس هناك من أمل في تغيّر او إحداث خرق في المعادلة الحاضرة.
على صعيد الحزب الاشتراكي تعتبر مصادره أن الطرح الذي يجب تبنيه هو استقالة عون، وسوى ذلك لن يأتي بنتائج ايجابية مشددة على أن القانون الانتخابي الأخير اذا ما استمر لن يغير في المشهد برمّته، لذلك فالكلام عن جبهات في مواجهة العهد والمطالبة بانتخابات نيابية مبكرة كلام لا تراه مصادر الاشتراكي منطقيا مع اقتناعها بضرورة تغيير المشهد من جذوره.
وفق هذه القراءة ثمة استنتاج أن جعجع والقوات اللبنانية يقفان وحيدين في معركة إسقاط العهد، ومحاولة تحضير انتخابات نيابية مبكرة، فحلفاء جعجع بعيدين كل البعد عن رؤيته لسبل الانقاذ وهذا ما يؤكد أن كل هذه المحاولات في وفق مصادر متابعة ليست سوى مضيعة للوقت وشل للبلد.