بين 21 شباط 2020 و1 شباط 2021 خسر لبنان حتى الآن 3082 من ابنائه، بينما زاد عدد المصابين الفاً عن 300 الف مصاب، وخلال كانون الثاني وآواخر كانون الاول ارتفعت نسبة الاصابات الايجابية الى حدود 22 في المئة لكل 100 فحص!
هذه الارقام اليومية التي تتضمنها جداول التقارير اليومية لوزارة الصحة العامة ويزاد عليها عدد الاصابات والوفيات الجديدة كل يوم، يقرأ فيها رئيس لجنة الصحة النائب الطبيب عاصم عراجي مؤشرات خطيرة وان لبنان ما زال في عين العاصفة "الكورونية".
ويؤكد عراجي لـ"الديار"، انه لا يمكنه ان يطالب بإستمرار الاقفال او فتح البلد التدريجي بعد انتهاء فترة الاقفال بعد 8 شباط الجاري الا بعد ان يقرأ المعطيات والارقام وهذا سيظهر في مؤشرات لجنة "الكورونا" الوزارية التي تجتمع اليوم ولكنها لن تقرر استمرار الاغلاق او الفتح الا قبل 8 شباط بيومين او ثلاثة.
ولكن عراجي يؤكد، ان نسبة الاصابات الايجابية، لا زالت مرتفعة وهي تلامس الـ22 بالمئة حالياً، بينما يجب ان تكون 5 في المئة، حسب تصنيف منظمة الصحة العالمية، في حين ان معدل الوفيات بلبنان هو بحدود الـ1 في المئة بينما هو عالمياً هو 2 ونصف في المئة.
وهنا ايضاً يقول عراجي، ان عدد الوفيات مقارنة بعدد سكان لبنان كبير يومياً رغم ان في العالم نسبة الكهولة اكثر بكثير من لبنان والمعدل المتوسطي في اوروبا مثلاً اعلى بكثير من لبنان. والشعب هنا فتي، وهذه مشكلة لكون الوفيات في الاسابيع الاخيرة تطال متوسطي العمر والشباب ويسبب لهم "الكورونا" جلطات دموية وسكتات قلبية لاحقاً.
وعن دخول لبنان "عصر اللقاحات"، يكشف عراجي ان رغم حرب اللقاحات العالمية والتنافس عليه ومحاولة القوى العظمى والدول الكبرى الهيمنة على مصادر وشركات اللقاحات وتجييرها لمصلحة شعوبها، استطاع لبنان بمؤسساته كافة تأمين ما يقارب 6 ملايين لقاح حتى نهاية العام .2021 وان هناك حاجة الى تطعيم كل المقيمين في لبنان من سوريين وفلسطينيين ولبنانيين ولاسباب طبية وانسانية واخلاقية. وهي مسؤولية الدولة ولا يمكن مكافحة الوباء والفيروسات الا باللقاحات وان نصل اقله الى تلقيح 80 في المئة من المقيمين، وهذا لن يتم الا على مشارف نهاية العام 2021.
وحتى ذلك التاريخ ومع استمرار التلقيح يومياً يجب اعتماد التباعد الاجتماعي وارتداء الكمامة واتخاذ كل تدابير الوقاية من "كورونا".
وعن اللقاحات، أشار عراجي إلى أن لبنان بصدد الحصول على ما مجموعه 6 ملايين لقاح، تتوزع بين 2.1 مليون لقاح من "فايزر"، و2.5 مليون لقاح من مؤسسة " كوفيكس" التي تنسق
مع منظمة الصحة العالمية والتي انضم اليها لبنان منذ شهرين ونصف، في حين لا زلنا في طور المفاوضة على 1.5 مليون لقاح آخر من "أسترا زينيكا".
ومع اعلان وزير الصحة في حكومة تصريف الاعمال حمد حسن امس الاول عن وصول دفعتي من اللقاحات من "فايزر" منتصف شباط و"أسترا زينيكا"، آواخره، يكشف عراجي ان عدد ما سيصل من لقاحات "فايزر" يقارب الـ30 الف منتصف شباط والرقم نفسه من "أسترا زينيكا" آواخره وكل ثلاثة اشهر سيصل دفعات محددة .
ويقول ان التدرج في وصول اللقاحات مرتبط بالجانب التقني وجهوزية المراكز المخولة بإعطاء اللقاح، حيث يجب ان يكون الطاقم الطبي المخول اعطاء اللقاحات جاهزاً وحاضراً للتعامل مع اللقاحات، والتي ستكون في المراكز، التي حددت في كل لبنان، والتي يتوقع ان تلقح ما يقارب الفي مواطن يومياً.
وعن الاولوية لمن سيتلقى اللقاح اولاً، يؤكد عراجي انها ستكون للجسم الطبي في الصفوف الامامية كالاطباء والممرضين في طوارىء المستشفيات واقسام "الكورونا"، وكذلك العاملين في المختبرات الطبية، والتي تجري فحوصات الفيروس وصولاً الى تلقيح كبار السن الذين يبلغون 75 عاماً وما فوق. والاولوية فيهم ايضاً لمن لديه امراض مزمنة كالسكري والضغط وامراض القلب.