انفجار بيروت جريمة العصر. أكثر مِن ٢٠٨ قتيل و٦٠٠٠ جريح، وخراب ودمار بالإضافة إلى العامل الاجتماعي والمادي والصحيّ والنفسي.
في احدى الوسائل الاعلاميّة، أعلنت أمام الجميع أنّك تعرف مَن فجّر المرفأ ولكنّك لا تستطيع أن تقول مَن هم لأنّهم أقوى منّك بكثير، ويستطيعون أن يسببوا لك الأذى، ولا تستطيع أن تضحّي بجماعتك وبناسك خوفًا منهم.
غريب، وأنت الذي لا تنفك أن تقول إنّك لا تهاب حتّى العدو الصهيوني. فمن هم هؤلاء الذين تخاف منهم لهذه الدرجة؟
واعتذرت مِن الجمهور واعتبرتها نقطة ضعف عندك.
لا ومليون ألف لا.
لا يمكنك أن تعتذر مِن أم فقدت طفلتها، وعائلة فقدت ولدها ووالدها ووالدتها و.... وأناس ما زالوا إلى اليوم يبكون ويتمنّون الموت، وأناس بيوتهم هدّمت، وأناس ينامون وجدران بيوتهم مِن نايلون، وأناس ذهب كل جنى عمرهم سدىَ.
يا سيّد وئام، لا يمكن لكلامك هذا أن يمر مرور الكرام.
فإذا كان ما قلته لا التباس فيه فهو مصيبة كبيرة.
وكواجب وطني يجب عليك أن تدلي بما تعرفه للقضاء المختص ولأعلى سلطة في هذا البلد، وحتّى لكل الشعب، ويحسب لك ذلك أجراً كبيراً عند الله، وتتوّج بطلاً شهماً على مر التاريخ.
وإن لم تفعل ذلك مصيبة وكارثة.
وإذا فعلت ولم يحدث شيء فالمصيبة أكبر والكارثة أكبر. لأن كل مَن يعرف ويتغافل لألف سبب وسبب، مسؤول أمام الله والناس ويجب أن يحاسب.
أمّا إذا كان كلامك غير صحيح وسياسيّ فقط لأسباب نحن نجهلها، فهو أيضاً مصيبة إذ هذا الموضوع ليس لعبة على الإطلاق.
يا سيّد وئام، نستحلفك بالله وبالكرامة والشيم والأخلاق والإنسانية، وبكل ما تريد أن توضّح هذا الأمر بأعلى صوتك ليسمعك حتّى مَن هم في القبور مِن جراء هذا الانفجار.