حرك الإتصال الذي جرى بين الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، والرئيس الاميركي جو بايدن الملف اللبناني، من بوابة تفعيل المبادرة الفرنسية.
كما اعاد السخونة داخلياً الى الملف الحكومي، الاتصال الهاتفي الذي اجراه ماكرون برئيس الجمهورية العماد ميشال عون.
وتؤكد اوساط واسعة الاطلاع في "الثنائي الشيعي" لـ"الديار"، ان لا معلومات رشحت عن مضمون اتصال ماكرون وبايدن، وتحديداً حول رفع بايدن "الفيتو" وعصا العقوبات، التي كان يلوح بها الرئيس الاميركي السابق دونالد ترامب على الحكومة اللبنانية، وبالتالي عرقلة المبادرة الفرنسية.
ولا سيما بعد العقوبات على كل من النائبين علي حسن خليل وجبران باسيل، وفهم انها رسالة للرئيسين عون ونبيه بري كحليفين لحزب الله، ورسالة ايضاً للرئيس المكلف سعد الحريري ان وجود "الثنائي الشيعي" وتحالف حزب الله – عون- باسيل الوازن والتمثيلي في حكومة الحريري غير مقبول.
لكن الاوساط تقول في المقابل، ان ثمة اشارات فرنسية ارسلت الى بيروت، تفيد بأن ماكرون وفي اتصاله مع الرئيس عون المح الى ان الامور والعقبات صارت داخلية مئة في المئة وان المبادرة الفرنسية ستقلع وان الضوء الاميركي يقترب من الاصفر .
وتلمح الاوساط الى ان مضمون الاتصال الكامل بين عون وماكرون، لم يسرب وبقي قيد الكتمان، وكل ما تسرب في الاعلام مبالغ فيه، ولم يتم الحديث في شكل الحكومة او التفاصيل الحكومية بل في كيفية استعادة الزخم للمبادرة الفرنسية والتهدئة الداخلية.
وتقول الاوساط ان وفي إطار إعادة الحرارة الى الملف الحكومي، قام حزب الله بتواصل مع الرئيسين عون والحريري منذ ايام، ومن بوابة التهدئة بين الرجلين، واستئناف اللقاءات بينهما وطوي صفحة التسريبات المصورة والاعلامية والبيانات النارية بين الطرفين، ووقف السجالات والتهدئة الاعلامية وترتيب لقاء بينهما.
وتقول الاوساط، ان نتيجة هذا التواصل لم تظهر بعد، ويقوم اللواء عباس ابراهيم بدور على خط التهدئة ايضاً.
في المقابل وعلى عكس الاتهامات، التي تساق ضد حزب الله والثنائي الشيعي، تؤكد الاوساط ان حزب الله يعتبر نفسه متضرراً ككل الاطراف في لبنان والعهد من عدم تشكيل الحكومة، ولا
يربطها بأي ملف خارجي او داخلي. ولم يضع اي شروط حكومية. ولم يتمسك بأية حقيبة ولم يعرقل جهود الحريري. بل ابدى والرئيس بري كل الحرص على التشكيل امس قبل اليوم وغدا.
وتلفت الاوساط الى كلام الرئيس بري امس هام وواضح. وقال صراحة ان العقبة داخلية امام الحكومة، وانه يرفض صراحة الثلث المعطل لأي طرف، وهو مطلب يرفضه كل فريق 8 آذار ايضاً .
اذ لا يمكن لفريق في حكومة من 18 او 20 وزيراً، ان يعطل لوحده. بل التعطيل والضمانات تأتي من منطلق تكتل اكثر من فريق، وهو امر غير متوفر اليوم، وخصوصاً في الامور غير المصيرية، ولا سيما ان هذه الحكومة هي حكومة بمهمة انقاذية واقتصادية بحتة.
وفي حين تردد على لسان اوساط محيطة بالرئيس المكلف، انه سيقلب الطاولة في ذكرى 14 شباط، وانه ميال الى الاعتذار ورمي كرة النار في وجه عون وباسيل بعد وصول ازمة الثقة معهما الى التجريح الشخصي والاتهامات المهينة، تؤكد اوساط في "المستقبل" لـ"الديار" ان هناك وجهات نظر مشابهة في "التيار الازرق"، لكنها مجرد وجهات نظر وليس بالضرورة ان تكون ملزمة، او تعبر عن التوجه الحقيقي للرئيس الحريري، وهو لم يتصد للمسؤولية الحكومية ليهرب منها او يعتذر.
بدورها تشبه اوساط "الثنائي الشيعي" مقولة اعتذار الحريري في 14 شباط بلعبة "الروليت الروسية"، اذ لا يمكن للحريري ان يطلق النار على رأسه، وان ينسحب من السباق الحكومي لان ذلك سيكون "مقتلة سياسية" له.
والحريري يعرف ان الظروف السياسية والمبادرة الفرنسية، قد ساعدت على عودته الى المشوار الحكومي والسراي. ولا يمكن تكرار هذه الفرصة للحريري وحتى للبنان ولكل الطبقة الحاكمة اليوم، فإذا لم تتشكل الحكومة قريباً الامور ستزداد سوءاً وتدهوراً، وربما ستستمر حكومة تصريف الاعمال طويلاً!