تحاول حكومات دول كثيرة وكبيرة التصدّي لكلّ أنواع الأخبار الزائفة المتعلقة بانتشار "فيروس كورونا" بشتى الطرق، إلا أن الشائعات والأخبار المضلّلة حول هذا الفيروس تنتشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي بشكل سريع، ولها تأثيرٌ أقوى في بعض الأحيان، نظراً لما يقدّمه عددٌ كبير من المواقع والصفحات من مواد هدّامة للمجتمع، وبعيدة كل البعد عن التوعية والترشيد. كما أن المعلومات المضلّلة كانت أيضاً تأتي بقصد أو بغير قصد من فنانين وسياسيين مؤثرين، ما يؤثر سلباً على الوعي العام وعلى مدى التزام المجتمع بطرق الوقاية والحد من انتشار الفيروس.
وفيما أغلب حكومات العالم منهمكة بالتخطيط ووضع السياسات الصحية والاقتصادية للتخفيف من وطأة الوباء، نجد أن المعنيين في لبنان يتخبطون في قراراتهم العشوائية، والتي كانت سبباً رئيسياً في زيادة عدد الإصابات بفيروس كورونا. فالسلطة المهترئة التي أفلست البلاد والعباد غير قادرة حتى الآن إدارة تلك الأزمة.
وإضافة إلى تقصير الدولة وتخبطها، نجد كثيراً من المواطنين يتهاونون في التعامل مع فيروس كورونا، رغم مناشدات أهل الاختصاص المتكررة للالتزام بالإجراءات الوقائية للحماية من العدوى ومنع انتشار الوباء. مع الإشارة إلى أن كلّ أدوات التعقيم متوفرة في كل مكان، ولكن نجد الكثير من الناس منهم من لا يلتزم بارتداء الكمامة، ومنهم من يضعها على رقبته. مع العلم أن هناك حالات كثيرة مصابة بفيروس كورونا لا تظهر عليها ملامح الإصابة به، الأمر الذي يؤدى إلى انتشار سريع للوباء.
وفي المقابل، فإن الإنسان اجتماعيّ بطبعه، إذ لا يمكنه اعتزال محيطه ومجتمعه وأسرته. فهو بحاجة دائمة إلى الترابط الاجتماعي والتواصل مع الآخرين، من أجل الحفاظ على الصحة النفسية والعقلية والرفاهية المطلوبة.
وعند بداية انتشار فيروس كورونا ساد مصطلح "التباعد الاجتماعي"، والذي كان مفهوماً خاطئاً، لأننا بحاجة إلى الترابط والتواصل مع الاخرين، خاصةً في ظلّ ظروف صحيّة واقتصادية وسياسية صعبة يمر بها لبنان.
ومن هذا المنطلق تم اعتماد مصطلح "التباعد الجسدي" بدل "التباعد الاجتماعي" من أجل التأكيد على أنه يجب الحفاظ على التباعد الجسدي بينما نستمر في التواصل الاجتماعي مع الأسرة والأصدقاء وباقي مكونات المجتمع.
ويُقصد بـ "التباعد الجسدي" الحفاظ على مسافة لا تقل عن 1,5 متر بين الأشخاص، للمساعدة على منع أو إبطاء انتشار الفيروس وتقليل خطر الإصابة به.
لذلك وجب علينا اتخاذ بعض التدابير الضرورية للمحافظة على صحتنا وصحة الآخرين. ولمنع تزايد انتشار فيروس كورونا:
- المحافظة على ارتداء الكمامة.
- البقاء في المنزل قدر الإمكان.
- الإلتزام بمسافة متر ونصف على الأقل من الأشخاص الآخرين داخل المنزل أو خارجه.
- تجنب المصافحة والمعانقة والاكتفاء بالترحيب من مسافة متر ونصف على الأقل.
- تجنب الاقتراب من شخص يعاني من أعراض الانفلونزا كالسعال وسيلان الأنف والحمى وصعوبة التنفس.
- تجنب التجمعات في الأماكن العامة والقاعات المقفلة.
- أثناء التواجد في المنزل، يجب فتح النوافذ بانتظام لتهوئة الغرف بالهواء النقي.
- إذا كان عليك الذهاب إلى السوق، يجب الالتزام بمسافة متر ونصف على الأقل من الأشخاص الآخرين لتقليل خطر انتشار العدوى.
ووسط انتشار الوباء بشكل واسع، وتزايد عدد الوفيات بفيروس كورونا، أصبح يميل كثيرٌ من الناس إلى تصديق من أصيبوا فعلاً بفيروس كورونا أولاً، والعاملون في القطاع الطبي وفي الصفوف الأمامية لمحاربة هذا الوباء ثانياً. ولكن،... هل كلّ عاملٍ في القطاع الطبيّ هو خبيرٌ أو مختصّ فيما يتعلق بفيروس كورونا؟ وهل التوعية حول طرق الوقاية والحد من انتشار الوباء كافية، وتتمتع بدرجة عالية من التأثير بالناس؟ وهل الحكومة في لبنان ستتعلم من أخطائها السابقة في تنفيذ (خططها)؟ وهل ستقوم بإبعاد المحاصصة والفساد السياسي عن ملف صحة الناس؟