أشارت حركة أمل في ذكرى إنتفاضة السادس من شباط، الى أنه كانت "محطّة أساسية في تاريخ لبنان، أرخت لتشكيل صورة لبنان الجديد وعودته إلى العصر العربي، بعد أن ظن كثيرون في لبنان والعالم العربي أن اجتياح إسرائيل للبنان واحتلال بیروت عام 1982 وتداعياته، ستجعل لبنان يهرول نحو اتفاق ذل واستسلام في اتفاق العار(إتفاق 17 ايار)، ومن خلال تثبيت دعائم حكم لها تحت الحراب الإسرائيلية، ومحاولة تركيب نظام يستند الى الفئوية والعنصرية ويقمع شعبه مرضاة للسياسات الأميركية والإسرائيلية التي أرادت لبنان نموذجاً لانكسارات العرب وانتهاء قضيتهم".
وأوضحت الحركة في بيان أن انتفاضة السادس من شباط التي قادها رئيس جلس النواب نبيه بري وحدت قدرات القوى الوطنية اللبنانية وبدعم من الشقيقة سوريا، وحقّقت وحدة الوطن أرضاً وشعباً ومؤسسات كان يراد لها أن تكون وسيلة استئثار وهيمنة وتسلط، وترسيخ روحية المقاومة لدي اللبنانيين، ودخول لبنان في دائرة الدول الممانعة فعلاً وقولاً للهيمنة الأميركية والمواجهة ضد العدو الصهيوني، والتوجّه لمواجهة الإحتلال الإسرائيلي في جنوب لبنان وبقاعه الغربي، حيث سجلت المقاومة بعدانتفاضة 6 شباط العديد من الإنتصارات التي شرعت لاحقاً للتأسيس لهزيمة العدو ودحره في أيار 2000".
كما متنت الإنتفاضة "العلاقة مع الأشقاء العرب والدول الصديقة، وخصوصاً سوريا، على قاعدة قوة لبنان بقوة مقاومته ومناعته وقدراته العسكرية، وبعلاقاته العربية والدولية الصحيحة، وأن تكون عنوان تعميم مواجهة ببُعد استراتيجي يبرز دور لبنان كنموذج دولة مواجهة لها مكانتها وحضورها ورجالها، وهو ما أشار إليه الرئيس الفرنسي آنذاك فرنسوا ميتران بقوله عن أهمية لقائه مع بري: التقيت بالرجل المسؤول الذي يمثل رجل الدولة بكل معنى الكلمة، التقيت مع صانع تاريخ".
وأضاف البيان: "بُعدٌ داخلي أراد منه بري أن يرسم معالم صورة دولة على قدر طموحات اللبنانيين تقوم فيه دولة المؤسسات والعدالة الاجتماعية وسيادة القانون، ومنع مصادرة المؤسسات والهيمنة عليها وتغيير أدوارها".
وأكدت حركة أمل "ومعها كل الشرفاء في الوطن السعي المخلص لبناء وطن يكون لكل أبنائه، وتنظر بعين الأمل لولادة الحكومة العتيدة لتكون حكومة إنقاذ وطني تفتح نافذة على الإصلاح السياسي من خلال تطبيق اتفاق الطائف بعيداً عن الاستنسابية التي أغرقت البلاد في الأزمات ووضعتها على حافة الهاوية، وتحمي الوطن على قاعدة حصنه الاهم: الجيش والشعب والمقاومة"، معاهدة الشعب اللبناني الذي يمر اليوم بأدق مراحله بأن تستمر في طليعة القوى لبناء الدولة المدنية التي تحفظ حقوق اللبنانيين جميعاً بالتعاون والتكاتف معکافة القوى اللبنانية وحفظ عناصر قوة لبنان ومناعته".