هز إغتيال الناشط والكاتب لقمان سليم الوضع الامني المهزوز اصلاً، بعد احداث طرابلس والقاء القبض على مجموعات "داعشية"، اعلن عن بعضها وبقي الآخر مكتوماً .
ولاسباب تتعلق بملاحقة الشبكات وتقصي مشغليها والشبكات النائمة، وصولاً الى معلومات متقاطعة داخلية وخارجية عن فترة عصيبة في المنطقة وقد يكون لبنان احدى ساحات هزاتها الارتدادية.
ووفق اوساط واسعة الاطلاع في تحالف "حزب الله" و8 آذارلـ"الديار"، ومنذ اللحظة الاولى للاعلان عن اكتشاف جثة المغدور سليم، بدأت الاتصالات داخل هذا الفريق وحتى الساعة لم تتكشف لدى اي جهة خيوط مفيدة او هامة عن هوية المنفذين او الهدف من القتل ببعده الامني التنفيذي رغم وضوح الشق السياسي منه الى حد بعيد.
وحتى القوى الامنية التي تحقق في الجريمة (أكثر من جهاز) لم تصل بعد الى معطيات او خيوط، باستثناء ان الفريق الذي نفذ عملية الاغتيال كبير ومحترف، وكان مقسماً بين المنطقتين اي بين نيحا والعدوسية وانه من الذين يعرفون المنطقة جغرافياً.
كما يركز المحققون على فرضية الخطف من منطقة نيحا، واقتياد المغدور الى منطقة نائية للتحقيق معه، ومن ثم تصفيته قبل اعادته جثة الى سيارته، وكذلك فرضية التعذيب. كما يبحثون عن المغزى من وضع الرصاصات الفارغة قرب رأس الضحية.
وفي حين لم تؤشر تحقيقات الاجهزة الامنية اللبنانية الى اي جهة واضحة بعد، تشير الاوساط الى ان البصمة الاسرائيلية هي الاكثر وضوحاً، في ظل استنفار المسيرات بين الضاحية والجنوب، وكذلك لوجود شبكات غير مكتشفة لعملاء الموساد من اللبنانيين، وغير اللبنانيين المقيمين في الجنوب ومن دون استبعاد جهاز مخابرات اخر عربي او غربي.
وتشير الاوساط الى ان الرأي مستقر داخل فريق 8 آذار على فرضية البعد السياسي للاغتيال وتوظيفه في اتجاه اتهام "حزب الله". ولذلك تمت تصفية سليم في منطقة تعتبر معنوياً وسياسياً محسوبة على "الثنائي الشيعي" وتحديداً حزب الله ولتوجيه اصابع الاتهام اليه كون سليم من المعارضين له وانه قتله لازاحته!
ولا تستبعد الاوساط ان يكون الاغتيال فاتحة لاغتيالات اخرى من فريق 14 آذار وخصوم حزب الله، ولاشغال الحزب والساحة الداخلية في احداث مشابهة للعام 2005 ، ولكن هذا يبقى فرضية ومرتبط بسرعة الوصول الى الجهة الفاعلة والهدف من الاغتيال بحد ذاته.
وتكشف ان بعيداً من هذا الاغتيال وقبله وبعده، كل قيادات الصف الاول في تحالف "الثنائي الشيعي" و8 آذار محتاطة على اعلى المستويات منذ اكثر من عام. كما هناك معلومات ان شخصيات فريق 14 آذار السابق من الصف الثالث وصعوداً، من اعلاميين وسياسيين ونواب ووزراء سابقين وحاليين ورؤسائ احزاب، اخذت احتياطات امنية.
بينما الاقطاب اصلاً يعيشون حالة امنية معقدة منذ شهر تشرين الاول الماضي بعد المعلومات عن تخطيط لعمليات اغتيال في لبنان لهز الساحة وتفجيرها!
ولم يتغير مستوى الاستنفار العام لقيادات محور المقاومة حتى اليوم، كما في لبنان هناك دائماً تخوف من اي عمل امني او تفجير او تحريك للتكفيريين، او تنفيذ اي اغتيال لقيادات المقاومة كما كان يحصل خلال الاغتيالات في العام 2005 وما بعد.
اذ كانت عمليات الاغتيال تحصل من ضمن فريق 14 آذار المكشوف امنياً للاميركيين، وكان الاتهام السياسي جاهز للسوريين وحزب الله، في حين كان العدو الاسرئيلي يغتال قيادات في المقاومة في لبنان وسوريا.
وتقول الاوساط، ان الاتهام السياسي الجاهز لحزب الله، والذي سيرتفع مستواه في الايام المقبلة وفي انتظار وضوح مسار التطورات في المنطقة، يجعل من تحديد ملابسات جريمة إغتيال لقمان سليم وكشف هوية الفاعلين تحد كبير للدولة ورئاساتها واجهزتها الامنية ولحزب الله وكل فريق 8 آذار.
ولوقف نغمة الاتهام السياسي والاستثمار في اي حادث يصيب لبنان من اغتيال الرئيس رفيق الحريري حتى تفجير المرفأ في بيروت وصولاً الى اغتيال لقمان سليم والله اعلم ماذا يخبئون للبنان وللمقاومة في الايام المقبلة!