حفل أمس، بيومٍ فلسطيني بإمتياز، على طريق إنهاء الإنقسام وتحقيق المُصالحة وإعادة تجديد شرعية المُؤسسات الفلسطينية، في السلطة الوطنية و«مُنظمة التحرير الفلسطينية»، وفي طليعة ذلك إجراء الانتخابات، فضلاً عن الدفع لعقد مُؤتمر دولي للسلام يستند إلى رؤية رئيس دولة فلسطين محمود عباس، بما يضمن حلاً عادلاً للقضية الفلسطينية، واحترام الحقوق المشروعة لقضيتهم.
- عقد جامعة الدول العربية على مُستوى وزراء الخارجية، جلسة لها في القاهرة، بناءً لمُبادرة مُشتركة من مصر والأردن، أكدت على مركزية القضية الفلسطينية، وضرورة دعمها، والتمسك بحل الدولتين، وإلزام كل الدول العربية بتقديم الدعم لفلسطين، وأن السلام شرطه زوال الاحتلال، وأن القضية الفلسطينية ستظل على الدوام مُفتاح الصراع وأساس السلام بالمنطقة.
كما أكد الوزراء العرب أنهم متفقون على ضرورة التصدي للتدخلات الخارجية في شؤون الدول العربية في إشارة إلى إيران.
وأفاد بيان للجامعة في ختام الاجتماع بأن مجلس الجامعة «شدّد على تمسك الدول العربية بحل الدولتين الذي يجسد الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة على أساس القانون الدولي».
ونقل البيان رفض الوزراء «لأية مشروعات أو خطوات إسرائيلية أحادية الجانب».
وأضاف أن الوزراء العرب أكدوا مجددا مركزية القضية الفلسطينية والتزام كافة الدول العربية بدعم حقوق الشعب الفلسطيني المشروعة، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة كاملة السيادة، على خطوط الرابع من حزيران 1967 وعاصمتها القدس الشرقية».
وعقد الاجتماع الطارئ للوزراء حضوريا في مقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية في القاهرة برئاسة مصر وبحضور أكثر من عشرة وزراء، وجاء بمبادرة مشتركة من مصر والأردن «للتأكيد على الموقف العربي الراسخ من دعم القضية الفلسطينية والحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني»، بحسب بيان للجامعة.
وقال وزير الخارجية المصري سامح شكري في افتتاح الاجتماع، بحسب بيان للوزارة المصرية: «لقد ظن البعض أن العالم العربي في ظل تلك الظروف الدقيقة قد انشغل عن قضيته الرئيسية العادلة، وأن إقامة دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة على حدود 4 حزيران 1967 وعاصمتها القدس الشرقيــة قد انزوت على أجندة أولويات الدول العربيـة، وهو الظن الذي يجانبه الصواب».
وانطلق أمس اجتماع وزراء الخارجية العرب الطارئ في القاهرة لمناقشة التطورات التي تشهدها المنطقة، وكيفية التعامل مع سياسة الإدارة الأميركية الجديدة، وهيكلية الجامعة العربية.
كما رحبت الجامعة بقرار الجنائية الدولية، التحقيق في الممارسات التي ترتكبها قوات الاحتلال في الأراضي الفلسطينية.
- انطلقت في العاصمة المصرية، القاهرة، جلسات الحوار بمُشاركة 14 فصيلاً فلسطينياً، في طليعتهم «فتح»، «حماس» و«الجهاد الإسلامي»، فضلاً عن مُستقلين، بهدف بحث الآليات المُتعلقة بإجراء الانتخابات العامة، بدءًا بالتشريعية بعد إصدار الرئيس عباس مرسوماً يُحدد مواعيدها.
- سبق ذلك، تشديد الاتحاد الإفريقي في ختام قمته الـ34، التي عُقدت في العاصمة الأثيوبية، أديس - أبابا، على إيجاد حل سياسي عادل لقضية فلسطين، وفقاً لمبادئ القانون الدولي، والدعوة إلى إنهاء جميع أشكال التعامل مع «إسرائيل».
- وأيضاً إعلان «المحكمة الجنائية الدولية» أن اختصاص القضاء يشمل جرائم حرب أُرتُكبت في الأراضي الفلسطينية المُحتلة، ما يفتح المجال أمام تحقيقٍ بما ارتكبه مسؤولون إسرائيليون في الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس الشرقية، وفق دعاوى تقدمت بها فلسطين في هذا المجال، ما أحدث صدمة لدى سلطات الاحتلال الإسرائيلي التي طلبت من مسؤوليها عدم مُغادرة الأراضي الفلسطينية المُحتلة، خشية توقيفهم وسوقهم للتحقيق معهم بالمحكمة في لاهاي.
فقد استهلت جلسات حوار الفصائل الفلسطينية في القاهرة، أمس، بعرض وفد «لجنة الانتخابات المركزية» للتفاصيل المُتعلقة بالعملية الانتخابية.
وجرى بحث ما يتعلق بالانتخابات لجهة «محكمة الانتخابات» التي استحوذت على حيزٍ كبير من النقاش، وأيضاً الأمور الإدارية واللوجستية المُتعلقة بالعملية الانتخابية ومُراقبتها، وأمنها، والتأكيد على احترام النتائج، فضلاً عن ملف الحريات العامة.
كذلك التأكيد على ضرورة إنهاء الانقسام وتحقيق المُصالحة والشراكة السياسية، وإعادة بناء المُؤسسات الوطنية، استناداً إلى قرارات المجلسين الوطني والمركزي الفلسطيني، و«وثيقة الوفاق الوطني» - «وثيقة الأسرى»، واجتماع الأمناء العامين ما بين رام الله وبيروت، وتفاهمات حركتي «فتح» و«حماس» في اسطنبول.
وذكرت مصادر مُشاركة في الجلسات لـ«اللـواء» أن أجواءً إيجابية طغت على الحوارات، بالتأكيد على القواسم المُشتركة.
هذا في ظل إصرار على تبديد هواجس البعض، بالتأكيد على ضرورة الخروج بمُقررات تُؤكد إنهاء الانقسام وتحقيق المُصالحة، وإنجاح العملية الانتخابية، إنطلاقاً من الحرص والمصلحة الفلسطينية على ذلك.
وستتواصل جلسات الحوار اليوم (الثلاثاء)، وإذا ما اقتضت الضرورة، سيتم تمديدها ليوم غدٍ (الأربعاء)، مع حرص الراعي والداعي المصري على تذليل أي عقبات يُمكن أن تبرز، في ظل مُشاركة مسؤولين في المُخابرات العامة المصرية في الجلسات.