سأل راعي أبرشية البترون المارونية المطران منير خيرالله في قداس عيد مارون في دير مار يوحنا مارون في كفرحي "أين نحن اليوم من مقومات روحانيتنا ومن القيم التي حملناها، وأهمها الحرية والكرامة وحب الثقافة والتعاضد والتكوكب حول الرأس الواحد، البطريرك، سر وحدتنا واستمراريتنا؟ أين نحن اليوم من دورنا الريادي كنسيا وثقافيا واجتماعيا واقتصاديا وسياسيا؟ أين نحن اليوم من العمل السياسي الشريف والنزيه والمسؤول الذي يقود الشعب نحو التنمية والرقي في دولة تحترم القوانين وتحقق العدالة والمساواة بين مواطنيها أو أننا غرقنا في أوحال السياسة والفساد والمحاصصة والمحسوبية؟ هل تركنا أنفسنا ننجر في التنكر لصيغة لبنان الكبير ؟ وهل كنا على قدر طموحات البطريرك الحويك وأقرانه في دولة المواطنة أم أننا فشلنا في بناء الدولة الحديثة ؟ دولة حقوق الإنسان؟".
وتوجه للسياسيين قائلا: "نحن نحمل الصليب منذ قرون لأنه في صلب روحانيتنا الخلاصية. لكن هلا حملتم معنا اليوم الصليب، أو بالأحرى هلا حملتم عنا الصليب بدلا من أن تبقوا في قصوركم تنعمون بالغنى وتلبسون الأرجوان والكتان الناعم وتتنعمون تنعما فاخرا، ولا تبالون بشعبكم الفقير الذي أصبح مثل لعازر على أبوابكم وعلى أبواب الأمم يشتهي أن يشبع من فتات موائدكم؟ وهي الحالة التي يشرحها السيد المسيح في مثل الغني ولعازر، ولكن طالما أنتم على قيد الحياة، فالله يعطيكم الفرصة لتتوبوا فتلتفتوا إلى شعبكم وتعوضوا عليه ما سلبتموه من ماله والمال العام الذي تقاسمتموه في ما بينكم وربما هربتموه إلى الخارج. توبوا قبل فوات الأوان واعتذروا من شعبكم. وإلا سيكون مصيركم يوم الدينونة أن تتعذبوا في اللهيب الأبدي ولن تستطيعوا أن تتواصلوا مع شعبكم وهو ينعم في الملكوت!"