أشار عميد المجلس العام الماروني الوزير السابق وديع الخازن، الى أن "الكلام الأخير لقداسة البابا فرنسيس حول لبنان يتكامل مع المواقف التي يطلقها البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي لناحية الالتزام السياسي والوطني ومساهمته في تعزيز الاستقرار"، معتبرًا أنه "كان ملفتا إشارة البابا للتنوع اللبناني الذي يحرص عليه دائما، كما تحذيره من خطر فقدان الهوية الوطنية".
وفي حديث لـ"النشرة"، رأى الخازن أن "ما أتى في موقف البابا هو بمثابة إنذار للجميع في لبنان ويجب تلقفه، فلبنان كما وصفه البابا الراحل يوحنا بولس الثاني بأنه وطن الرسالة ليس تفصيلا بل في غاية الأهمية، فهذا البلد الذي يعيش اليوم في خضم مئويته الأولى غني بطوائفه، وتأكيد قداسته أن إضعاف المكون المسيحي في لبنان يهدد بالقضاء على التوازن الداخلي هو اشارة واضحة بأن الخطر يقع على الجميع وليس على مكون دون آخر".
ولفت الخازن الى أنه "لا يمكن الوصول الى المبتغى في لبنان إلا بالتوافق، ولا يمكن لفريق أن يتغلب على الآخر، وفي ظل الأوضاع الصعبة التي يعيشها البلد لا بد من استنفار وطني عام لتشكيل حكومة إنقاذ تحاكي خارطة الطريق الفرنسيّة، والكفّ عن التلهّي بالخلافات والمصالح الضيّقة، إذ لا يمكن الاستمرار بالمراوحة الحاصلة وتقاذف المسؤوليات".
وحول عظة الراعي خلال قداس مار مارون، واعتباره ان تطيير الحلول الداخليّة يدفعنا إلى التطلّع نحو منظمة الأمم المتحدة للمساعدة في إنقاذ لبنان، أوضح الخازن أن "البطريرك الراعي لطالما حذر من سوء ادارة الشأن العام، وطالب مرارا بالتوافق على حكومة مهمة لإنقاذ البلاد بحسب ما اتفق عليه في آخر زيارة للرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، واليوم طفح الكيل امام عدم استجابة المسؤولين لهذه الصرخات، وبات الحدّ الفاصل إما الذهاب الى الحلول المنقذة، أو الوصول إلى الانهيار الشامل"، موضحًا أن "التطلع الى الأمم المتحدة ليس خلفه أي مبتغى سوى اعادة الانتظام لمؤسسات الدولة وعودة الاستقرار الى لبنان".
ونوّه الخازن بالجهود المضنية التي يقوم بها البطريرك الراعي لإخراج الوطن من المشاكل الخطيرة التي يتخبط بها اليوم، معتبرًا أن "هذا المسعى هو بمثابة الفرصة الأخيرة لإنقاذ لبنان وإبعاده عن الهاوية، التي قد تبتلع الجميع ولا تستثني أحدا"، مبدياً تخوفه من "أخذ لبنان إلى الفصل السابع في حال استمر الوضع على حاله"، متسائلاً:"متى نستفيق من سباتنا العميق ونتفادى الأسوأ"؟.
وفي الختام، تمنى الخازن أن يعود عيد مار مارون في العام المقبل وقد تعافى الوطن من جراحه وسلك طريق الاستقرار والازدهار من جديد، معتبرًا أنه "رغم تراكم الأزمات والضائقة المادّية وتجذّر الفساد وسيطرة المحتكرين وارتفاع وتيرة الإجرام، وتفشّي الأوبئة وازدياد السرقات، كل هذه الأعباء لن تجعل اللبناني الأصيل يركع ولن يتمكن أحد من اخضاعه".