لفت النائب شامل روكز، إلى أنه "من اغتيال العاصمة بانفجار المرفأ، الى اغتيال العقيد المتقاعد منير ابو رجيلة والمصور الصحفي جو بجاني والناشط السياسي لقمان سليم، الى سلسلة أحداث أمنية متفرقة في عرسال وطرابلس والاوزاعي، ناهيك عن الانهيار الاقتصادي والنقدي، وجائحة كورونا ومعاناة الناس مع الفقر والعوز والبؤس والهجرة الجماعية، كلها محطات وعناوين مأساوية، لم تهز الحد الادنى من ضمير المسؤولين، للمسارعة مجتمعين بتشكيل حكومة انقاذ حقيقية، تضع حدا لهذا الفلتان المستشري".
واعتبر روكز، في حديث لصحيفة "الأنباء"، أن "كلام البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي بأن "البلد ليس ملككم ولا الشعب غنم يساق للذبح في مسالخكم السياسية"، هو صرخة وطن يموت سريريا، ولا من ينتفض ضميريا من المسؤولين لإنقاذه"، مشيراً إلى أنه "إذا كان المسؤولون وتحديدا القيمون على تشكيل الحكومة، عاجزين عن انقاذ البلد والشعب، فلنتوجه الى المجتمع الدولي والأمم المتحدة، للتدخل سريعا بكل الوسائل المشروعة قانونا ودوليا، لتشكيل حكومة حيادية تنهض بالبلاد، وتنتشل الشعب من مستنقع البؤس والمآسي".
كما أكد أنه "واهم من يعتقد من المسؤولين ان الفلتان سيستمر على حاله، وبأن الشعب سيرضخ ويستسلم للأمر الواقع، اذ لابد للمجتمع الدولي من ان يستجيب لصراخ وثورة وغضب الشعب اللبناني، ولنداء البطريرك الراعي والمطران عودة، ويتداعى بالتالي لإنقاذ لبنان بطريقة قوامها كرامة وعنفوان وعزة نفس اللبنانيين، وما على المسؤولين السياسيين، سوى ان يتيقنوا ان استسلام الشعب لمشيئتهم غير وارد، وان حكومة التسويات والمحاصصات وتقاسم الدولة، مرفوضة بالمطلق".
وشدد روكز على أنه "ليس المطلوب من المسؤولين ان يعطوا رأيهم في شكل ومضمون الحكومة، ولا المطلوب منهم يتوافقوا على تقاسم الدولة والسلطة، تارة تحت عنوان الثلث الضامن أو المعطل، وطورا بذريعة حماية هذه الطائفة وذاك المذهب، فإما حكومة حيادية من وزراء حكماء، متخصصين، أصحاب كفاءة وخبرات وقدرات وجرأة في اتخاذ القرار الصائب والصحيح، وإما تدخل أممي لتصحيح الخلل وتقويم الاعوجاج، والاهم لتحييد لبنان عن صراعات المحاور الإقليمية والدولية، وتحديدا عن صراعات محوري التطبيع والممانعة".
ونبه روكز من أن "المؤشرات الأمنية غير مشجعة، خصوصا ان الهدف من سلسلة الاغتيالات الحاصلة، وان كانت متفرقة، ليس عشوائيا ولا هو من تدبير هواة، إنما مدروس على قاعدة الاصطياد بالماء العكر، وقوامه التعقيدات السياسية، وخلافات أهل السلطة، والخطاب الطائفي والمذهبي، وسعي فريق للسيطرة على فريق آخر، وما أحداث طرابلس والاغتيالات المتنقلة والخلايا الإرهابية المكتشفة في عرسال وغيرها من المناطق، ناهيك عن خطورة الدعوات للأمن الذاتي، سوى مؤشرات سلبية لا تبعث على الطمأنينة، وتستدعي تعامل القوى العسكرية وسائر الاجهزة الأمنية والقضائية، بحسم غير مسبوق مع هذه الحقيقة المرة".