أشار راعي أبرشية جبيل المارونية المطران ميشال عون، إلى أنّ "ممّا لا شكّ فيه أنّ الحياة الّتي نقضيها في أيّامنا الحاضرة ملآى بالصعوبات والأحزان وخيبات الأمل، نتألّم كلّ يوم بسبب تداعيات وباء "كورونا"، وما يفرضه علينا من حجر وتباعد وعدم لقاء الأحبّة والتخلّي عن عادات اجتماعيّة حميدة لطالما تميَّز بها لبنان. ونتألّم مع المرضى الّذين يصابون بهذا الوباء، ومع آخرين غيرهم يعانون من أمراض مستعصية".
ولفت خلال ترؤسّه قداس عيد مار مارون والذكرى التاسعة لتولّيه مقاليد الأبرشية، في كاتدرائية مار بطرس جبيل، إلى "أنّنا نبكي مع الّذين يفقدون أعزّاء لهم وأحبّاء، كما نحزن ونتألّم بسبب الأزمة الاقتصاديّة الخانقة الّتي تُرخي بثقلها على أغلبيّة شعبنا، دون أن ننسى أنّ الحزن الأكبر هو ارتباط هذه الأزمة المعيشيّة والاقتصاديّة بالأزمة السياسيّة الّتي يتخبّط بها لبنان، وتيقّننا أنّ العديد من المسؤولين النافذين يكتفون بالكلام عن الإصلاحات، دون أن يترجموا كلامهم بأيّ موقف عملي يساعد على البدء بالإصلاح الّذي ينادي به رئيس الجمهوريّة ميشال عون. كلّ ذلك لا بدّ وأن يقود الإنسان إلى اليأس وفقدان الرجاء".
وركّز المطران عون، على أنّ "في عيد مار مارون، أتوجّه إلى كلّ مسيحي وبشكل خاص إلى كلّ ماروني، إكليروسًا وعلمانيّين، لأسأله إذا كان يعيش حقًّا كابن وكتلميذ لمار مارون؟ فهو يعلّمنا في نسكه أنّ الله هو علة وجود الإنسان ومصدر حياته وسعادته. ويعلّمنا أيضًا أنّ المحبّة هي الّتي تبني الإنسان والمجتمعات والأوطان".
ودعا جميع السياسيّين المسيحيّين وخصوصًا الموارنة إلى "استلهام روحانيّة مار مارون للتماسك والتضامن، والعمل معًا لأجل خير لبنان الّذي نحب ولأجل شعبه الحبيب. أدعوهم إلى التعالي عن كلّ ما يباعد بينهم ويقسمهم، وأدعوهم باسم مار مارون إلى أن يحبّوا بعضهم بعضًا كما علّمنا الرب يسوع، لأنّ المسؤوليّة المُلقاة على عاتقهم كبيرة وجسيمة في مسيرة إنقاذ الوطن".
كما دعا عون إلى "الصلاة على نيّة كنيستنا المارونيّة وعلى رأسها البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، كي تبقى أمينة لرسالة الإنجيل في خطى شفيعها مار مارون، وعلى نيّة لبنان كي ينتصر في أسرع وقت على محنته، وعلى نيّة المسؤولين السياسيّين، لا سيّما الموارنة منهم، كي يَعوا خطورة مواقفهم وقراراتهم ونزاعاتهم الّتي لن ينتج عنها سوا الأذى لوطن الأرز الّذي نريده وطنًا حرًّا مستقلًّا لجميع أبنائه، وطن المحبّة والسلام والعيش المشترك؛ فيستنيروا بروحانيّة مار مارون الّذي تاق إلى الخير الأسمى ويعملوا في كلذ شيء بموجب المحبّة الّتي أوصانا بها الرب يسوع".