أكّد رئيس "حزب القوات اللبنانية" سمير جعجع، "أنّه يؤيّد بشدّة دعوة البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي لعقد مؤتمر دولي لطرح قضيّة لبنان، إلّا أنّه لا يرى فيها بابًا للخروج من الأزمة"، مشيرًا إلى أنّها "كناية عن صرخة وجع ويأس من أداء السلطة الحاكمة وممارساتها".
ولفت في حديث صحافي، إلى أنّ "الطرح البطريركي يعني فقدان الأمل من كلّ من يشغل المواقع الدستوريّة من الرئاسة إلى سائر حبّات سبحة المنظومة، إذ انّه يعلّق أهميّة كبرى على هذه المواقع، لكنّه على الأرجح أَيقن وسَلّم بأنّ لا أمل يُرتجى مع الطاقم الحاكم و لا إمكانيّة لأيّ إنقاذ، فكان لا بدّ من طرح الصوت للعالم للمساعدة علّه يسمع النداء".
وأوضح جعجع أنّ "جوهر الدعوة صحيح ونؤيّده بالمطلق، غير أنّه لا يؤمّن الإنقاذ على المدى القريب فيما الوضع لم يعد يَحتمل، ويوجب إنقاذًا سريعًا لا نراه إلّا عن طريق الانتخابات المبكرة. صحيح أنّ السلطة ترفضها كما مَن لا تناسبهم حساباتهم الانتخابيّة، لكنّ الواجب يقضي أن نستمرّ بتوجيه الدعوة علّ سائر القوى السياسيّة تقتنع وتقدّم مصلحة الوطن على مصالحها الخاصّة؛ بهدف إنقاذ لبنان من الانهيار المحتم".
أمّا بالنسبة للاهتمام الدولي المتزايد عربيًّا وغربيًّا بلبنان، وعمّا إذا يمكن أن يؤتي ثماره بالضغط على السلطة للإفراج عن الحكومة وتنفيذ المبادرة الفرنسيّة، شدّد على أنّ "البيانات تبقى مجرّد مواقف على رغم أهميّتها، لكن "لا أحد يحكّ جلدنا مثل ضفرنا"، خصوصًا أنّ دول العالم قاطبة منهمكة في سبحة مشاكل لا تنتهي، وليس أحد منها في وارد ترك اهتماماته للانصراف إلى فكّ شيفرات أزمتنا".
وذكر أنّهم "يكتفون بتقديم النصح والمشورة وتحكيم الضمائر وتشكيل حكومة مستقلّين اختصاصيّين، لكنّهم يبتعدون لعدم التجاوب وبعد معاينة ممارسات الحكام، وهو أمر طبيعي ما دامت مصالح هذه السلطة وتحديدًا "التيار الوطني الحر" و"حزب الله" والحلفاء تتناقض مع مضمون الدعوات الإنقاذيّة".
كما وصف جعجع ما يجري بين "التيار الوطني" و"حزب الله" بـ"الملهاة المأساة"، مركّزًا على أنّ "تحالفهم شيطاني أقحم البلد في أتون جهنّم. وكلّ ما يَرد في بياناتهم لا أصدّق كلمةً واحدةً منه. لا "التيار" في وارد فكّ تحالفه مع الحزب والعكس، فهم من خلال شراكتهم هذه، يسعون إلى تحسين مواقعهم ومكاسبهم السلطويّة، والتحالف مبني على مصالح مشتركة على حساب الدولة. مصالح جهنّميّة جعلت وجودهم متعلّقًا بارتباطهم هذا، فإن فكّوه سَقطوا وفَقدوا عنصر قوّتهم الاساس. فليطمئن القلقون، تحالف مار مخايل لا يمكن أن يحلّه أي من الجانبين".
ورأى أنّ "المضحك المبكي هو ما وَرد في بيان "التيار" عن أنّ "حزب الله" لم ينفّذ بند بناء الدولة ومكافحة الفساد... فهل يعقل لحزب هو "anti" دولة ان يبني دولة؟ ثمّ ماذا عن أداء "التيار" بالنسبة إلى بنائها ومكافحة الفساد؟"، مشيرًا إلى أنّ "رئيس الجمهوريّة ميشال عون منذ استلم الحكم، سرت أوسع موجة فساد، والاتهامات أكثر من أن تُحصى لجهة التوظيفات العشوائيّة والمحسوبيّات في الإدارة والتشكيلات القضائية المجمَّدة، ناهيك عن مسلسل المأساة المتواصل مع الكهرباء وصولًا إلى انفجار مرفأ بيروت وما سبقه وأعقبه؛ وفصول تعداد حصيلة ممارساتهم في السلطة لا تنتهي. الجانبان متعادلان في بند الفساد والدولة".
وأكّد جعجع أنّ "المنظومة الحاكمة ستفقد معظم المواقع الّتي كسبتها في الانتخابات الأخيرة إن أُنجز الاستحقاق اليوم، استنادًا إلى المزاج الشعبي والواقع السياسي والاقتصادي والاجتماعي والأمني، إلّا أنّه ومع إصرارنا الكبير على أنّ الحلّ عبر الانتخابات النيابية المبكرة، لكن إذا تعذَّر ذلك، آنذاك يمكن الاتكال على المنظومة الحاكمة لأنّها بممارساتها هذه ستُسقط نفسها بنفسها، ويغرق المركب بمن فيه".