لفت مصادر سياسية بارزة لـ"الشرق الأوسط" إلى أن نتائج لقاء رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري والرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون ستكون حاضرة بامتياز على امتداد الأيام القليلة التي تفصل عن حلول الذكرى السادسة عشرة لاغتيال رئيس الحكومة رفيق الحريري، مشيرة إلى ان "مجرد توقيت هذا اللقاء يتيح للرئيس المكلف تمرير رسالة إلى اللبنانيين، ومن خلالهم إلى خارج الحدود عنوانها التزامه بالمبادرة الفرنسية نصاً وروحاً، وأن لا مصلحة في الالتفاف عليها أو تجويفها من مضامينها التي تقضي بتشكيل حكومة مهمة من اختصاصيين ومستقلين من غير المحازبين تأخذ على عاتقها إقرار الإصلاحات كممر إجباري لانتشال البلد من الانهيار الاقتصادي والمالي".
وأكد أن الخطوة التالية بعد لقاء الحريري - ماكرون تتوقف على رد فعل رئيس الجمهورية ميشال عون لاختبار مدى استعداده للتعاون مع الرئيس المكلف، خصوصا أن ما ورد في البيان الصادر عن مكتب الإعلام في رئاسة الجمهورية لا يدعو للتفاؤل، وأن توقيته لم يكن في محله، وهناك خشية من أن يكون "أول الغيث" بالمعنى السلبي للكلمة للالتفاف على لقاء باريس، وإلا ماذا يقصد بالحقوق الدستورية لرئيس الجمهورية التي لا تسمح له بتقديم التنازلات لتسهيل تشكيل الحكومة؟
ورأت أن عون لم يكن مضطراً لإصدار هذا البيان، وكان يُفترض بفريقه الاستشاري أن لا يُقحمه في مشكلة تسبق لقاء باريس، وبالتالي التريُّث إلى حين إحاطته بنتائجه، إلا إذا كان لا يزال يخطط لدفع الحريري للاعتذار عن تأليف الحكومة استجابة لرغبة رئيس الظل والوريث السياسي لعون رئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل.
وأشارت إلى ان "ردود الفعل على لقاء باريس لن تغيب عن الكلمة التي سيتوجه بها الحريري إلى اللبنانيين ولن تكون كلمته بلا طعم ولا لون من الوجهة السياسية، وإنما يُفترض أن تشكل محطة حاسمة لاستقراء مصير تأليف الحكومة، وتؤكد أن الكرة الآن في مرمى عون، خصوصا أن الحريري باقٍ على موقفه ولن يخضع للابتزاز والتهويل وسيحسم موقفه من دون أن يعتذر.
وفي هذا السياق، علمت "الشرق الأوسط" أن العلاقات الفرنسية - الأميركية تدخل الآن بعد وصول الرئيس الأميركي جو بايدن إلى البيت الأبيض في مرحلة من الود تأتي في إطار إعادة تطبيع العلاقات بين البلدين بتبديد الأسباب التي كانت وراء تعثّرها إبان فترة تولّي دونالد ترمب رئاسة الولايات المتحدة.