أشار المفتي الجعفري الممتاز سماحة الشيخ أحمد قبلان في رسالة الجمعة إلى ان "لبنان بحاجة إلى غيث، وليس لقطرة، بحاجة إلى قامات وطنية تحسم أزمة البلد، وليس لعوّامات دولية إقليمية. فهذا الخارج بكل زعيقه لم يقدّم للبنان إلا الوعود الزائفة. ما يعني ضرورة المبادرة إلى تسوية داخلية، وليس تسوية تحت النار أو تسوية على وقع الجوع"... محذراً من "اللعب بالنار، لأن هذا البلد لا يتحمّل حكومة شوارع، ولا حكومة أوكار وإعلام مرتزق واستثمار بالدم والنعيق، أو لعبة السنارة والطعم، كما لا يتحمّل أكثريات سيئة وجماعات سجلّها العدلي قذر، يجب أن نتذكر جيداً أن لبنان وطن، وليس عقاراً للإيجار، أو بازاراً للوكالات الحصرية".
ولفت إلى ان "هذا البلد تشبّع من الدماء والتضحيات، ومن غير المسموح مصادرة قراره السياسي، تحت أي ظرف على الإطلاق، ومن يظن أنه بالحصار والتجويع يمكن أن يقلب المعادلة هو واهم، بل يعيش عقدة خيال"... مؤكداً و"كسياق تغييري ضروري، يجب وضع حد لمافيات الأزمة المالية السياسية وطواغيت الفساد، لأن السلّة التي لا تجمع ماءً صاحبها لصّ، ولا نريد لصوص سلطة وسماسرة مرافق عامة وإقطاعية مزارع".
وأشار إلى ان "الوباء السياسي أساسه صيغة لبنان الفاسدة، ويجب أن يعلم من يهمّه الأمر أننا على مسافة مفخخة من مؤشرات انفجار كبير. لذلك المطلوب طبخة وطنية لا طبخات أجنبية. المطلوب لبننة لبنان وليس فرنسته أو أمركته. الحل يجب أن يكون هنا، وليس في الخارج. وما يجري الآن بخصوص الحكومة نزاع مكاسب على فوّهة بركان نشط، وعلى طريقة الرسائل النارية. والمشكل الرئيسي عش الدبابير وموت الضمير وليس الخشية على شعب لبنان الجائع الممزق المنهوب بكل طوائفه وناسه. فبادروا سريعاً قبل فوات الأوان، والمطلوب حكومة أقطاب وطنية وسياسة بامتياز، لأن التمثيل التقني موجود بكوكب آخر، وليس في لبنان، والمأزق الكارثي لا يقوم به إلا حكومة أقطاب، وليس حكومة مستشارين ووكلاء".
ووجه خطابه للسياسيين بالقول:"إن أكثر البلد مفخخ، ومجرّد التفكير بخريطة طريق إلغائية لأي أحد، وخاصة على مستوى الانتخابات يعني وضع البلد في وكر إبليس، ونحن لن نسمح للأبالسة بتغيير التاريخ. ولأن البلد مفتوح على شوارع الخارج بشدة، نعود ونؤكد أننا لن نقبل بكراسي مفخخة، أو بحكومة بلا لون، أو حكومة هدايا، كما أننا لن نقبل بدفع البلد نحو المتاريس. لأن المطلوب إنقاذ البلد ولا تصفيته. والتهديد على طريقة المافيا نحن أو إحراق البلد ليس إلا دعاية، لأن البلد رغم كل أزماته قوي ومحمي، ولن يعود محلاً للتسويات الخارجية السوداء".