بعد شهر واسبوع تقريباً على إطلالته الاخيرة، يتحدث الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله عند الساعة الثامنة والنصف من مساء غد الثلاثاء.
وكان السيد نصرالله تحدث في تلك الاطلالة في 9 كانون الثاني الماضي، موسعاً عن ملف انفجار المرفأ وضرورة كشف التحقيقات والاتهامات التي تلصق بحزب الله وصولاً الى ملف القرض الحسن وانتهاءاً بالاتهامات ومحاولة شيطنة حزب الله عبر الاعلام والحملات المدفوعة الاجر.
وبين هذه الاطلالة والمتوقعة غداً لم تتغير نغمة الاتهامات، كما تؤكد اوساط واسعة الاطلاع في "الثنائي الشيعي" لـ"الديار"، بل على العكس زادت "المضبطة" والتجنيات في ملف الحكومة والمرفأ.
ووصولاً الى اغتيال الناشط السياسي لقمان سليم الغامض، ومسارعة البعض وكما جرت العادة منذ العام 2005 الى "الاتهام السياسي" غير المستند الى اي ادلة والى فبركة قصص وحكايا وخبايا ما انزل الله بها من سلطان.
وتكشف الاوساط ان حزب الله وحيث لديه كاميرات مراقبة او هناك مؤسسات تجارية خاصة ورغم انها طرق لمرور قيادات وكوادر المقاومة وخطورة كشف تحركاتهم، وافق وتمنى وطلب تسليم كل الاشرطة الموجودة من صريفا الى صور الى العدوسية الى شعبة المعلومات ورغم ان هناك 30 طريقاً فرعياً قد يكون سلكها القتلة للوصول لاقتياد المغدور سليم من نيحا الى العدوسية وقتله هناك ربما او في مكان آخر.
ويبدو وفق التحقيقات ان الطرق الفرعية ليس فيها اي كاميرات مراقبة ولم تعثر القوى الامنية على اي خيط جديد رغم مرور 12 يوماً على الجريمة النكراء.
وعن مضمون الكلمة المنتظرة للسيد نصرالله، تتوقع الاوساط ان تكون الكلمة شاملة وخصوصاً في الملف الاقليمي والدولي. وما يحدث من تطورات خطيرة في القضية الفلسطينية من التطبيع الى الاغتيالات في العراق وسوريا والتفجيرات الارهابية واستحضار الادارة الاميركية الجديدة لداعش وصولاً الى ملف اليمن الملتهب والملف النووي الايراني.
داخلياً قد لا يكون هناك متسعاً لكثير من الاستفاضة للملف الداخلي، واهمها الازمة الاقتصادية وملف تشكيل الحكومة، الى الحملة المتصاعدة ضد حزب الله اعلامياً وسياسياً في قضية سليم وغيره.
وصولاً الى الاتهامات بتلطي حزب الله خلف العقدة العونية لربط ملف الحكومة بالملف النووي الايراني، وانتظار ايران التسوية مع الرئيس الاميركي جو بايدن وان تكون هذه التسوية بالمفرق في لبنان وسوريا والعراق واليمن والبحرين بينما يريدها الاميركي بالجملة.
وفي الملف الحكومي، تؤكد الاوساط ان السيد نصرالله سيجدد الدعوة الى التهدئة بين الرئيسين ميشال عون وسعد الحريري وان لا بديل عن الحوار الداخلي للوصول الى خواتيم حكومية سعيدة.
وتلمح الاوساط ان حزب الله يدفع مجدداً لتشكيل الحكومة، لكن الامور مغلقة بالكامل والامور عادت الى المربع الاول والى نقطة الصفر.
وتقول ان حجم الاشتباك الاعلامي والسياسي بين عون والحريري. والتصويب على عون وانه المعرقل لن يسمح بعودته سريعاً عن مطالبه، لكي لا يظهر فعلاً انه كان المعرقل وانه تنازل عن مطلب يراه دستورياً وهذا التنازل يعني انتهاء عهده منذ الان.
واذا كان حزب الله، يرى ان الحفاظ على علاقة طيبة وتكاملية مع الرئيس نبيه بري وحركة امل وهي علاقة متينة مصيرية وتعني وحدة الطائفة الشيعية ومستقبلها، فإنه يرفض الدخول في اتهامات او باعتبار عون او الحريري المعرقلين وانه يحبذ التلاقي على التصعيد وتوتير العلاقة مع عون والحريري.
وتقول ان المطلوب اليوم التهدئة والحوار، وكأن الحاجة اصبحت الى تدخل فرنسي مباشر على غرار "نزول" الحريري عن "شجرة الرفض" بالصعود مجدداً الى بعبدا وبعد قطيعة تجاوزت الشهر والاسبوع ، ومن اقنعه بالصعود الى بعبدا قبل احتفال 14 شباط سيقنعه بالتفاهم مع عون.
ويبدو ان الفرنسيين وفق المعلومات سيدفعون مجدداً عبر موفد رئاسي فرنسي قريباً الى بيروت، في اتجاه ترطيب الامور وتليين موقفي عون والحريري بحل وسط. لا يكسر اي من الطرفين. او يشوه جوهر ومفهوم المبادرة الفرنسية لتكون مقبولة، وان تحصل الحكومة على مساعدات معقولة تشكل البداية للخروج من الازمة المعقدة مالياً واقتصادية واجتماعياً.